تعددت المفاهيم ورغم هذا فإن جميع التعريفات اتفقت على أن الاخلاقيات ما هي إلا ميثاق يربط الفرد بالمجتمع، ذلك الميثاق يلزم الجميع باتباع العديد من الآداب والقيم والقواعد في سلوكيات البشر وكيفية التعامل فيما بينهم، ذلك هو معنى الاخلاقيات وتلك هي فلسفتها ولكن أين نحن من هذا العهد؟
تلك هي قضيتنا اليوم التي كان منبعها مما كتب في مقالة «موت راقصة» بقلم أستاذي صالح الشايجي ونشرت في صبيحة يوم الاثنين 7/8/2017 في جريدة «الأنباء»، فعندما قرأت كلمات «موت راقصة» أكد لي أننا شعوب أصبحنا ننقض ميثاق اخلاقياتنا واصبحت الأغلبية تلهث وراء الفضائح والأكاذيب باسم التقدم التكنولوجي والحداثة والعولمة مع العلم بأن تلك المصطلحات لا ترمي البشر بحجر الأقاويل الكاذبة والفضائح المفبركة ولكن للأسف العديد فهمها فهما خاطئا.
عجبا لأناس يعيبون الناس والعيب فيهم. ان القضية ليست بموت الراقصة ولا بطريقة موتها ولا ما فعلته من آثام أو حسنات ولكن العجب من التعليقات التي كتبت عن موت راقصة وعن مواضيع أخرى كثيرة ومازال الكثير يكتب ولن يتوقف. حروفنا اليوم تسلط الضوء على ما كتب وسوف يكتب عن أي جريمة أو فضيحة أو أناس يعيشون معنا من الممكن ان نكون لا نعرفهم ولكن عندما تذكر اسماؤهم نقوم برميهم بأبشع الاتهامات التي تسيء لهم ولأسرتهم.
لن أخوض في تعاليم الإسلام لأن جميع الأديان تنادي بألا نرمي بالاتهامات دون دليل وإن وجد فالخير أن تغض البصر وتحجب لسانك وتستر على ما رأيت، تلك هي الإنسانية وروح كل دين ومذهب ولكن ما نراه ونسمعه من تعليقات مكتوبة أو مسموعة لا يمت للاخلاقيات بصلة بل هي الوحشية وكيف تنهش الحيوانات بعضها من أجل البقاء؟
مسك الختام: ليست الأمراض في الأجساد بل في الأخلاق.. فإذا رأيت سيئ الخلق فادع له بالشفاء واحمد الله الذي عافاك مما ابتلاه.
[email protected]