كلمة the terminal تعني نهاية الطريق أو بدايته، وهي مصطلح متداول في كل من المطارات والسكك الحديدية لتوجيه المغادرين والقادمين إلى واجهاتهم التي يقصدونها من خلال لافتات موضوعة على حوائط في المطار والسكك الحديدية لتكون الدليل لهم، ونجد المخرج توم هانكس أصاب عند اختياره لهذا المسمى لفيلمه الذي قمنا باختياره عنوانا لمقالتنا، ومن هذا المصطلح أراد مخرجنا أن يوصل رسالة إعلامية لكل مشاهديه من أول وهلة عند قراءتنا لاسم الفيلم وهي: أننا أصبحنا لا نعلم بداية طريقنا ولا نهايته وهذا بالفعل ما حدث لي عند مشاهدتي لأحداث الفيلم وهو السؤال الذي طرحته لذاتي: هل الطريق انتهى أم بدأ؟ وهذا ما وجدت إجابته في أحداث الفيلم بأن الطريق لم ينته بل مازال طويلا وشائكا أمامنا، نعم هذه حصيلة الفيلم لمن يشاهده بعين فلسفية ودنيوية ما يجعله يفكر في أمور الدنيا بأجمعها بنظرة فلسفية ويتساءل: هل الطريق انتهى أم بدأ؟ وكما قال شكسبير «تلك هي المشكلة».
الطريق لم ينته بل مازال طويلا وشائكا تملؤه الخفافيش الإرهابية التي تريد أن تحلق في سمائنا وتقيم على أنفسنا وتهدم ما تقدمنا به من فكر وثقافة، هذه الخفافيش هي صوت مسموع ولكن غير مفهوم ماذا تريد؟ وما هي نواياها؟ ومن يمولهم؟ ولا يجب أن نقول لا نعلم، بل نعلم كل خباياهم ومخططاتهم بل نعلم مدى خطورتهم علينا وعلى مجتمعنا وتلك هي المصيبة
واليوم لن أخوض في تفكيرهم ولا في من هم ولا ماذا يريدون لأنهم مثلما ذكرت في البداية مجرد خفافيش لا يظهرون إلا سرا وليلا، فمن لا يخشى شيئا يعشق النور وهم عكس ذلك، ولكن ما سأسلط عليه الضوء هو الدور الإعلامي سواء كان مرئيا أو سمعيا أو مقروءا، وما يلعبه من أهمية مع تلك الخفافيش لإبراز دورهم وتضخيم حجمهم ووصول صوتهم إلى أن يصلوا إلى مرادهم وهو «سلطة الإرهاب الأعظم».
اليوم أحيي موقف أمين سر جمعية الصحافيين الكويتية الأستاذ فيصل القناعي عندما أعلن علانية رفضه ما يحدث من بعض الصحف والأقلام لتلميع وإظهار تلك الخفافيش الذين سيدمرون مجتمعنا بأفكار هدامة ومهاترات فارغة، ومن ذلك الرفض والتصريح النابع من جمعية الصحافيين الكويتية إحدى ديار الحرية واستقلال الكلمة واحترام الدستور، أقول لهم إن الرفض هو بداية طريق قتل وإبادة الخفافيش ومن يمهد لهم طرقاتهم، ولكن لابد أن نكمل طريقنا ومسيرتنا ولا نقف فقط عند الرفض بل لابد من وضع عقوبة لكل من يفكر في أن يهين قلمه أو يهين مهنة الإعلام التي تعد من أسمى المهن، أذكركم بالمادة 36 من الدستور والتي تنص على: «حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبنيها القانون»، فإذا طبقنا مبدأ العقاب على من يظهر ويلمع خفافيش الإرهاب يعاقب، لأنهم وفقا للدستور خارج القانون، وبهذا العقاب سوف يكون ذلك عبرة لمن يفكر في مصلحته الشخصية قبل أن يفكر في مصلحة الكويت والمجتمع، بل فكرة العقاب ستكون بداية فعلية لبداية طريق الازدهار والتقدم بعد إبعاد خفافيش الإرهاب عن سماء وطننا.
كلمة وما تنرد:
نشكر كل مواطن في مجتمعنا يقوم بالتبرع لدعم الثقافة والفكر في الكويت من خلال بناء وترميم المكتبات العامة في المناطق السكنية وهذا إن دل فإنما يدل على الوعي الثقافي الذي مازال في شعب الكويت، بل أشكر كل نائب في مجلس الأمة يدعم الحركة الثقافية وأولهم رئيس المجلس الذي يرعى مهرجانا مسرحيا بأكمله، ما جعل بعض النواب يلتفتون إلى الحركة الثقافية وأهميتها وعلى رأسهم النائب صالح الملا واقتراحه بإنشاء مركز ثقافي في كل محافظة.. عساكم على القوة.
[email protected]