تقول المادة (7) من دستور الكويت: «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقي بين الناس».
ذلك هو الدستور وتلك هي مبادئ أجدادنا الذين وضعوا الدستور، تربينا وترعرعنا على مبدأ التعاون والتراحم فيما بيننا كان الحب صلة الترابط لمجتمعنا، بالتعاون والتراحم جعلنا من الكويت لؤلؤة الخليج، والحب أساسه التعاون والتراحم، ولكن في يوم أصبح الغرور ظاهرة متفشية في مجتمعنا أدت به إلى الحسد والحقد، ومن خلال هذه الصورة التي أصبحنا نشاهدها كل صباح في مجتمعنا أتذكر قصة كانت مدرستي تقصها علينا ونحن صغار في المدرسة، تروي القصة أن جزيرة كانت تعيش عليها جميع المشاعر الإنسانية معا، وفي أحد الأيام هبت عاصفة شديدة وكانت الجزيرة على وشك الغرق، انتشر الذعر بين جميع المشاعر وأصبحت خائفة من الموت الذي سيواجهها ما عدا الحب الذي كان مشغولا بالتفكير كيف ينقذ أصدقاءه من هذه الكارثة، وبالفعل وجد الحل بسرعة وجيزة لأن تفكيره بني على الخير والحب والتراحم، كانت فكرته لإنقاذ أصدقائه هي صناعة قارب كوسيلة للهروب مع أصدقائه والابتعاد عن الجزيرة والكارثة التي ألمت بها، وبالفعل أنهى الحب قاربه ونادى على أصدقائه ليصعدوا القارب ويهربوا من الموت الذي كان ينتظرهم، أتت كل المشاعر وصعدت القارب ما عدا شعور واحد وهو الغرور، فاستغرب الحب من موقف الغرور ونزل من القارب ليستفسر عن أمره، ولماذا لا يريد الصعود مع أصدقائه؟ وبالفعل نزل الحب إلى الغرور وتحدث معه عن أسبابه واعتراضه على الصعود معهم للهرب من الجزيرة، لكن للأسف لم يجد أي أسباب تمنعه إلا غروره الذي طغى على تفكيره. «وهذا ما يحدث الآن بين مجتمعنا كلمة الأنا وما بعدي الطوفان، للأسف لم يصبح أحد في مجتمعنا يفكر بكلمة نحن، الكل أصبح يتكلم ويفكر باسم الأنا»، المهم بعد محاولات طويلة أدت إلى الفشل ما بين الحب والغرور لإقناعه بالصعود إلى القارب، وصمم الغرور على أن يبقى في الجزيرة ولم يصعد مع الباقين، وفي تلك اللحظات وجدت المشاعر الأخرى أن المياه أصبحت ترتفع أكثر وأكثر والموت بانتظارهم، فطلبوا من الحب أن يصعد على الفور ويترك الغرور مع مصيره الذي ينتظره، ولكن الحب خلق ليحب فرفض ترك الغرور بمفرده وأمر المشاعر أن تذهب بالقارب ومكث مع الغرور في الجزيرة إلى أن أتى الموت إليهما، وكان الغرور هو من قتل الحب برغم من أن الحب ضحى بحياته من أجله.
وبهذا يا سادة يا كرام انتهت قصة الغرور والحب ولكن قصتنا باقية ولم تنته إلى الآن فمن منا لا يبحث عن الحب والطمأنينة؟ رسالة إلى كل من ينادي باسم الدستور والحرية والديموقراطية، ابحثوا عن الحب واقتلوا الغرور من قائمة مشاعركم، فالحب هو الحياة، والسعادة التي نطلبها تأتي من الحب والتراحم والتعاون، الحب هو كيان المجتمع إذا أسقيناها بالتعاون والترابط سنجعل مجتمعنا يثمر الخير والمودة والتقدم والازدهار.
كلمة وما تنرد:
إلى كل من يقومون على عملية التعليم في الكويت بجميع مراحله سواء الحكومي أو الخاص، رفقا بأولادنا ورفقا بنا بطلباتكم التي أصبحت بالفعل عائقا ماديا على بعض الأسر جميعا، كما أذكر مسؤولينا بمادة 10 من دستور الكويت: ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي.
[email protected]