«من الكويت نبدأ» جملة قالها أمير القلوب الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، في مارس 1994م، واليوم أصبحت شعلة الموسم الثقافي الأول 2017 – 2018 لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، اختيار موفق من كل القائمين والعاملين على انتقاء كلمات افتتاحية موسهم.
بدأ الموسم في 19/9/2017 مساء الثلاثاء باستعراض «مذكرات بحار» مما يؤكد لكل عشاق الثقافة أن الموسم بالفعل سوف يبدأ «من الكويت»، لن نبحر الكثير في عبق «مذكرات بحار» فهو بصمة في تاريخ الثقافة الكويتية ولن تتعمق كلماتنا فيمن قام بالتلحين وكتابة كلمات الأوبريت لأن الثقافة كيان أمة وليست كيانا خاصا، اليوم سوف تسلط حروفنا الضوء على إيجابيات العرض الذي ارتسم بحلته الجديدة وبرغم كل ما تجدد به العرض إلا أن شادي استحضر لنا الماضي.
«مذكرات بحار» في حلته الجديدة بغض النظر عن أنني من الشخوص التي لا تستهوي إعادة الأعمال الفنية القديمة وتغيير منها إلا أن «مذكرات بحار» لها طابع خاص في نفوس أهل الكويت فماضيها يحاكي حاضرها تلك كانت التيمة الجديدة للعرض فمن قام بتجديد الحلة الفنية لم يقترب من اللوحات الاستعراضية والغنائية المتعارف عليها تاريخيا، فقط قام بالربط بينهما فجعلها تتماشى من خلال نسيج درامي له بداية ووسط ونهاية من خلال الحوار المسرحي وإدخال الشخصيات بين الفواصل وإقامة الحوار بينهما ذلك ما أعطى للاستعراض الصفة المشابهة للمسرح الغنائي، تلك كانت التوليفة المسرحية، أما بالنسبة للاستعراضات فقد قام المخرج بالتجديد الخارجي لمواكبة روح العصر وإدخال عالم التكنولوجيا وابتكاراته وكيفية توظيفها لتكون لوحة فنية متناغمة مع الديكور والإضاءة مما جعلت من المشاهد أن يستشعر بمعايشة الماضي ليستحضره في الواقع.
بالأمس القريب كانت انطلاقة الكويت عاصمة الشباب 2017 وها نحن اليوم أمام تراثنا وتاريخ ثقافتنا «مذكرات بحار» يدمج ما بين الماضي والحاضر ليواكب ويدعم «الكويت عاصمة الشباب» فما رأيناه بالأمس من طاقات شبابية في الاستعراض ماهو إلا نسيج مترابط وملتحم ما بين روح الحاضر وقلب الماضي هذا ما رسمه المخرج من رؤية إخراجية في اللوحة الختامية للاستعراض «ذكريات بحار» عندما استهل علينا منارة الغناء الكويتي «شادي الخليج» تلتف حوله مجاميع الشباب يتغنون باسم الكويت وتاريخ رجالها، كانت صورة فنية رائعة بأن تمزج بين الأصالة والعراقة من الطرب الأصيل وبين الحاضر المزدهر بأمل المستقبل ذلك عندما تغنى شادي في الحاضر ليستحضر لنا الماضي.
٭ مسك الختام: «الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها، بل اجمعها وابن بها سلما تصعد به نحو النجاح» رسالة حب وشكر إلى كل من قام وساهم في الموسم الثقافي الأول 2017/2018.
[email protected]