«حلاة الثوب رقعته منه وفيه» بالأمس البعيد كان أجدادنا يستخدمون تلك الكلمات في حالة الزواج، ولكن اليوم أجزم بأن هذا المثل الشعبي ينطبق على الحياة بأكملها ولا يقتصر على الزواج فقط، وخير مثال على ما نصبو إليه «العمل».
كم من وزارة تغيرت بها الأسماء والمناصب ولم تمكث بها إلا بضعة شهور؟ وكم من أسماء أتت إلينا في مختلف الوزارات من خارج هيكلها وقلبت الهرم وجعلت الرأس في أسفلها والقواعد في أعلاها؟
عجبا لمن يقترح ولمن ينصب ! كما لو أن الدوائر الحكومية خليت من أبنائها، بالأمس البعيد والقريب كنا عندما نجلس مع آبائنا ونسمع عن رجال الدولة وكيف ثابروا في عملهم إلى أن وصلوا إلى طموحهم ليكونوا كفؤا لهذا المنصب كنا نطمح لأن نكون مثلهم، أما اليوم فأصبح المستقبل لا يمتلك القدوة والسبب أنهم يشاهدون ويسمعون عن أسماء عديدة لا تمتلك من الخبرة ولا تنتمى للهيئات أو الوزارات التي تنصبت عليها وأصبح القرار في أيديهم ومن يعمل ويطور من نفسه ومن عمله وهو بالأساس ابن شرعي لهذا المكان يجمد ولا يحالفه الحظ بأن ينصّب على الكرسي الذي كان يعمل من أجل أن يصل إليه ليس بدافع السلطة بل بدافع إعطاء الفرصة له لأن تكون له مساحة أكبر وأكثر في التطوير من العمل عندما يمتلك القرار.
«فهد المبارك الصباح» عذرا له ولكم إذا لم أضع اللقب أو المنصب لأن كلماتنا اليوم تسلط الضوء على رجل عمل على مدار أكثر من 29 عاما في وزارة الإعلام بحب وإخلاص وتفان لهذا الصرح الحكومي والإعلامي، فمنذ أن وضع قدمه في تلك الوزارة تناسى الألقاب ولم يلهث لمنصب بل كان هدفه واضح منذ بدايته التطوير والإنجاز والتقدم من أجل الكويت، لم يعرف اليأس بل في كل إدارة في وزارة الإعلام اختير أن يكون صاحب القرار بها، كانت تلك الإدارة تمتاز بالتطوير والتقدم بل تتفوق وتنال الجوائز في المحافل العربية والدولية، قد نختلف في الآراء وفي بعض الأحيان نتفق ومن هذا وذاك يتقبل النقد ويأخذ بالرأي الآخر ذلك هو الشيخ فهد المبارك الصباح الوكيل المساعد في وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة مثال يحتذي به الآخرون في العمل وحب الكويت والسؤال لمن يمتلكون القرار:
ألم يحن الوقت لأن يصبح الشيخ فهد المبارك الصباح وزيرا للإعلام؟
مسك الختام: حلاة الثوب رقعته منه وفيه يا رئيس الوزراء.. نعلم أن الأيام القادمة ستحمل الكثير من التغييرات الوزارية فنأمل أن يكون الاختيار من أبناء الوزارات ليس في الانتماء فقط، بل القدرة على العمل والتطوير والخبرة أيضا، أصبحنا يا رئيس الوزراء بحاجة إلى صحوة للتعديل والتطوير من أجل الكويت.
[email protected]