العلم والأخلاق وجهان لعملة واحدة لا نستطيع التفرقة بينهما متى رغبنا في بناء مجتمع متحضر.
تلك العملة التي تحمل الكثير من المعاني والمفاهيم، فهي تعد من أهم ركائز المجتمعات المتحضرة بل هي العنصر الأساسي لنهضة الأمم والارتقاء بالشعوب، فبالعلم يبنى الإنسان مجتمعه ويسهل خلاله العديد من أمور الحياة له ولمجتمعه، أما الأخلاق فهي الحصن الذي يتحصن به الفرد وتقوي المجتمع عندما يتمسك بها، فالأخلاق والعلم ما هما إلا علاقة تكاملية لا نقدر بأن نسقط منها جزئية لأنها معادلة لا تتجزأ ولا يحذف ولا يستبدل منها أحد ركائزها متى رغبنا في بناء مجتمع متحضر!
في تلك الآونة نجد العديد والكثير ممن يلهثون بأن يكملوا شهاداتهم متناسين الوجه الآخر لما يسعون إليه وهو الأخلاق، فنجد من يبحث عن الشهادة فقط من أجل العمل أو لتعديل وضعه وغيرها من أسباب تنصب في بناء الذات الفردية دون التفكير في بناء والارتقاء بمجتمعه ومنه تصبح الأنانية «الأنا» هي محور التفكير لدى الشخص وهدفه والأنانية الشخصية هي مصطلح لا يمت بصلة للأخلاق وعليه نكون فقدنا ركنا أساسيا في بناء مجتمع متحضر!؟
مثال وليس بحصر ولكنه خير مثال «تحية الإسلام» هي ليست بعادات ولكن هي أخلاقيات ومبادئ الإسلام، أوصانا الحبيب المصطفى بأننا عندما ندخل على أناس لابد أن نلقي التحية وأوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أيضا بأن من يلقي علينا التحية يرد عليها بمثلها أو بأفضل منها ذلك هو ديننا وتلك هي عقيدتنا، ولكن في هذا الزمن وذلك العصر أصبحنا نفقد تحية الإسلام «السلام عليكم»، فعجبا لبعض الشخوص ممن تدخل عليهم وتلقي عليهم التحية وتجد أمامك أصناما لا تجيوب بشيء لأنك ليس بقيادي أو غير مستفاد منك بشيء فلماذا يرد عليك وأنت بالنسبة لا فائدة منك! ما أجمل أخلاق الإسلام بأنها تنادي بالسلام الذي نادت العديد من الحضارات القديمة والحديثة نادوا وما زالوا ينادون بالسلام، ونحن أمة الإسلام والسلام أصبحنا نتجاهل «السلام عليكم» وتريدون أن نكون مجتمعا متحضرا؟!
٭ مسك الختام: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».
[email protected]