قبل أن نخوض في قضية اليوم وجب علينا أن نتطرق ولو بعض الشيء لمعنى الذوق العام؟ وما هو؟ وكيف نصل إليه؟ وهل هو فعل فردي أم جماعي؟ علامات استفهامية كثيرة وما هي إلا مفاتيح للوصول إلى ما نصبو إليه من قضية «الذوق العام».
الذوق هو صفة تشمل العديد من الصفات التي يتمتع بها كل إنسان، فهو بؤرة الإنسان التي تنظم له أفعاله وتهذبها وترتقى به، بل هي المقياس التوازني ما بين الإنسان وتعامله مع الآخر، لذا نجد أن نسبة الذوق تختلف من شخص لآخر وفق ما يمتلكه من صفات، تلك هي عملية الذوق وما تحتويه من أسس إنسانية وعادات شخصية مما يترتب عليه أن الذوق العام ليس بصفة عامة بل هو في بداية الأمر صفة خاصة، فالذوق يعنى احترام الإنسان لمفهوم معين أو مبدأ ما، وأن تقوم تصرفاته ببالغ الاحترام والأدب تجاه نفسه وتجاه الناس، فالذوق ما هو إلا ثقافة ومعرفة وسلوكيات، وعندما يمتلك الإنسان ذلك الكم من الذوق تكون الحصيلة الذوق العام.
قضيتنا ليست «ببرنامج» تفوه العديد من مقدميه بكلمات جارحة للمشاهد بل قضيتنا أكبر وأضخم من عبارات تخدش الذوق العام، سطورنا اليوم ما هي إلا ضوء أحمر ينذر من إعلام فاسد تغلغل في الإعلام العربي ليهدم قيمنا وعاداتنا وسلوكياتنا ويصبح الإعلام بدلا من أن يكون رسالة سامية لبناء المجتمع أصبح أداة لهدم المستقبل وإلغاء الهوية الوطنية.
إذن لابد من وضع قوانين وقرارات توقف ذلك الهدم، وها هو وزير الإعلام يقف بقرارات حازمة وصارمة أمام كل من يتخذ من الإعلام أداة لهدم شبابنا أو يفكر في أن الإعلام هو أداة يلهو بها لتمزيق العادات والتقاليد الاجتماعية، أنا لست ضد الحرية والحريات ولكن الحرية لم ولن تنادي بقتل الذوق العام ولن نقرأ عن حريات هدمت ما بناه الأجداد ولم نسمع أن الحرية قامت على إلغاء الهوية الوطنية، ومن هذا وذاك نشكر وزير الإعلام محمد الجبري لدفاعه عن الذوق العام.
٭ مسك الختام: أعطني إعلاما بلا ضمير.. أعطيك شعبا بلا وعي.
[email protected]