ذلك هو السؤال الذي أصبحت الأغلبية لا تمتلك إجابته؟ فمنذ بدأت الوجودية ذلك التيار الفلسفي الذي يميل إلى الحرية التامة في التفكير دون قيود ويؤكد على تفرد الإنسان وتنادي بأن الإنسان هو صاحب تفكير وحرية وإرادة واختيار ولا يحتاج إلى موجة ليدله على طريقه ويدفع به إلى مستقبل أفضل ليست فقط الوجودية بل العديد من المدارس الفلسفية التي ظهرت بعدها وقبلها لتمهد لوجود الحرية والانفراد الإنساني عن مجتمعه كل تلك المدارس لم تعش ولم يبق منها غير بعض الإرهاصات في أغلبية مجتمعاتنا العربية والعالمية أيضا إلى أن أصبحت ماذا أريد؟ أصبحت الأجيال الجديدة تتخذ أسلوب الوجودية وبمعنى أصح وأدق «الماسونية» فما ذكرناه من قبل ما هو إلا حركات فلسيفية لوجود الماسونية وغرسها في عالما الحرية.. أنا حر.. من هذا؟.. هذا اختياري.. ذلك مستقبلي.. على كيفي.. وغيرها من مصطلحات تتردد على مسامعنا على مدار 24 ساعة من أغلبية أبنائنا والعديد من زملائنا والقليل من مسؤولينا وبعض الأقلام الإعلامية إلى أن أصبح المجتمع لا يعرف ماذا يريد والفرد يردد على الدوم: ماذا أريد؟ من الممكن سؤالنا يعتبر نوعا ما من الطابع الفلسفي، مع العلم بأن ما نردده على الدوم في ذاتنا ما هو إلا معنى دنيوي، ولكن تلك الحلقة المفرغة أصبحت لا تحوي إلا الفراغ والسبب عدم وجود الهدف والأسباب المساعدة والمساندة للوصول لذلك الهدف من هذا أصبحنا نسأل ماذا أريد؟ إن الماسونية ولن أخوض في تعريف لها وما أهدافها لأنها عالم بحد ذاته وليس بمنظمة كما البعض يعتقد ذلك العالم كل ما يريده بأن يجعل الفرد مغيبا على الدوم منفصلا عن مجتمعه يشعر بالوحدة رغم وجود العديد حوله مكتئبا سائلا في كل صباح: ماذا أريد؟ ماذا أريد؟ ذلك ما تصبو إليه الماسونية بأن يجعلوا مستقبلنا وحاضرنا وبعضا من ماضينا دون هوية ومن غير هدف، مجرد آلات تتماشى مع الزمن ظنا أنهم يبحثون عما يريدونه من ذلك العالم، ولكن بانفصالهم عن مجتمعهم وعدم اتخاذ قدوة لهم في حياتهم وعدم الشورى والأخذ برأي الآخر والاستعانة بمن يكبرهم ظنا بذلك أنهم امتلكوا الحرية وامتلكوا القرار وهم الذين يحددون مصيرهم ومع هذا وذاك إلى الآن يسألون أنفسهم: ماذا أريد؟
٭ مسك الختام: الحياة ليست بحثا عن الذات ولكنها رحلة لصنع الذات.
[email protected]