أبدأ من حيث انتهى الزميل مفرح الشمري، ولكن قبل أن أبدأ كلمات مقالتي وجب علي أن أقف وأسلط الضوء على بعض النقاط التي ذكرها «بومحمد» في تغطيته النقدية التي نشرت في 2/2/2018 الموافق يوم الجمعة بالصفحة الفنية في جريدة «الأنباء» تحت عنوان «جنية» علي الهويريني كشفت المستور في «ليالي الكويت»:
٭ الحلو ما يكمل، وأسأل بومحمد ما المعايير الجمالية في برنامج ليالي الكويت ليست حلقة الأستاذ علي الهويريني فقط بل البرنامج بوجه عام؟ ما الاستفادة التي تعود على المشاهد من البرنامج؟ ما أهداف البرنامج؟ البرنامج يخاطب أي فئة من فئات المجتمع وأي شريحة؟ إذا قمنا بالإجابة كأغلبية وليس فقط «بومحمد» فستكون النتيجة أن البرنامج مجرد حشو إعلامي! تلك هي وجهة نظري وتقييمي ونقدي لما يقدمه «ليالي الكويت».
٭ بعيدا عن المسميات ممن يقدم وممن يعد للبرنامج فالخطأ مشترك بينهما كما ذكر الأستاذ مفرح الشمري في سطوره، ونؤكد أن ما ذكره صحيح 100%، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لمسؤولي الإعلام من خلال تقييمهم لأغلبية مقدمي ومعدي برامجهم: هل تعتقدون أن أغلبية العاملين باسم الكويت ويعملون كصورة لوجهة الكويت يمتلكون الثقافة الكافية ليصبحوا منارة لعروس الخليج؟!
٭ «جنية».. نقطة نظام الزميل مفرح فيما كتبه أن الجنية هي نفس الفيلسوف الإنسان الذي بداخله، هو الإنسان صحيح ولكن الإنسان المثقف، فجنيته هي ثقافته، فالإنسان المثقف وما يمتلكه من حصيلة ثقافية كافية عندما يسأل يقوم بعملية الاسترجاع لعقله ليتذكر ما يمتلكه من ثقافة مكتسبة ليستطيع أن يجاوب، وهذا ما كان يريد أن يوصله للمذيعين، لأن المذيع إذا امتلك الثقافة امتلك جنية الحوار والمحاورة وهذا ما يفقده أغلبية معدي ومقدمي الإعلام يا بومحمد.
نبدأ من حيث انتهى ليس فقط الزميل مفرح الشمري بل أيضا الأستاذة ليلى أحمد وغيرهما، فالكل أجمع وما زالت وسائل التواصل تتناقل وتنقد ما يقدم من مهازل مضحكة- مبكية على برنامج ليالي الكويت، وكما يقول المثل «شر البلية ما يضحك»، سطورنا وإضاءتنا تتبلور في عدة أسئلة نطرحها من خلال مقالتنا لمن يمتلك القرار في هذا الصرح الإعلامي:
٭ إلى متى لا نمتلك عنصر التقييم في إعلامنا؟
٭ إلى متى يا من تمتلكون زمام الأمور تجعلون الإعلام عنصرا مخدرا لشباب الكويت؟ علما بأن الدراسات الحديثة أكدت أن تلك البرامج تعد أخطر أنواع المخدرات للعقل!
٭ إلى متى ما نقدمه هي صور مقلدة لبرامج عديدة في قنوات كثيرة؟ أين الإبداع؟ أين الابتكار؟ أين الهوية الوطنية؟ أين الثقافة الإعلامية الكويتية يا أهل الإعلام؟
٭ إلى متى إعلام الكويت يمكث في نعشه ومازال ينبض قلبه ولكن دون حياة؟
٭ مسك الختام: أعطني إعلاما بلا ضمير.. أعطك شعبا بلا وعي..
[email protected]