ذلك هو المسرح، وتلك هي رسالته، وهذا ما رأيناه في مهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي لدورته الثامنة والذي ينظمه كل عام المعهد العالي للفنون المسرحية، بدأ المهرجان من تاريخ السابع من فبراير وبالأمس أطفئت أنوار خشبة المسرح وأسدل الستار بختام المهرجان ومع هذا تستمر الأنوار مشعة ومبتهجة إلى يومنا هذا مما رأيناه وأجمع العديد على أن الكويت مازالت عروس الثقافة الخليجية.
ما رأيته أحزنني بأنني لم أواكب تلك العروض على مدار 8 أعوام فلظروف خاصة وخارجة عن إرادتي لم يحالفني الحظ أن أواكب ذلك الطفل الثقافي إلا عند مولده كنت من أعضاء لجنة التحكيم للمهرجان ومن ثم كانت لي ظروف لم تجعلني أعيش وأرى ذلك الطفل وهو يكبر ويثري ثقافتنا الكويتية والخليجية والعربية بالطاقات الشبابية من المعهد، وبالأمس حالفني الحظ لأن أرى ذلك العرس وهو يتوج بالعديد من الأفكار والنظريات والرؤى الإخراجية وإبداعات شباب المعهد العالي للفنون المسرحية في مختلف الأقسام، شكرا للقائمين والعاملين على استمرار ذلك المهرجان والتطوير منه وصقل مواهب طلبتنا وإعطاء الفرصة لهم لنرى ما زرعناه وغرسناه بالأمس نحصده في مهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي.
بعيدا عن إيجابيات المهرجان والشكر والامتنان لكل القائمين والمشاركين والحاضرين سواء من خارج الكويت أو من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية أو من حضر من الوسط الثقافي والفني والمسرحي نقول لهم «شكرا»، ولن أسلط الضوء على إيجابيات عميد المعهد د.فهد الهاجري ومدير المهرجان د.راجح المطيري، ولكن كلماتنا اليوم هي وقفة للبعض وهم أغلبية الذين لم يشاركوا أبناءهم الطلبة عرسهم الثقافي بحضورهم، قد نختلف ونادرا ما نتفق ولكن تبقى رسالتنا واحدة وهي «الطالب»، والسؤال هنا للبعض: كيف تريد أن تثقف وتغرس الثقافة في المستقبل وأنت لا ترتقي بمبادئ الثقافة؟ الحب.. التسامح.. العطاء.. المشاركة هي أساس الثقافة، فعندما نمتلك تلك الأسس في ثقافتنا نقدر على أن نبني جيلا جديدا يدفع من مسيرة الثقافة الكويتية، نعم عندما حضرت ولم أجد العديد من زملائي وعندما سألت فمن الممكن أن يكون لديهم ظروف مثلما كانت لي ظروف في السابق منعتني من الحضور ولكن كانت الإجابة من أغلبية الحضور بأن العديد من أعضاء هيئة التدريس مقاطعون المهرجان! والسبب: عشان الكرسي؟
٭ مسك الختام: يا جماعة الخير عيالنا مالهم شغل بالصراعات الإدارية والمناصب الأكاديمية، يا ريت في عيد الحب تعرفون تغرسون الحب في ثقافة الكويت، قائدنا ووالدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، قائد الإنسانية ومؤسس الثقافة الخليجية، اجعلوه قدوة لكم في التسامح والإنسانية وسيروا على خطاه واتخذوا من مدرسته السياسية والإنسانية والثقافية هنا سترون الكويت في عيونكم وستهتدون في حب الكويت التي هي العشق الأول والأخير لحكام الكويت آل صباح وشعب الكويت.
[email protected]