نعم مازلنا الى الآن نمتلك عقولا في مجتمعاتنا تنظر الى الانسان وتقيمه من خلال هويته مبحرة في عروقه الدولية، والمضحك أن تلك الأنماط عندما نتحدث معها نجدها قامعة لعمل المرأة وتعد هذا الشيء معيبا!
بدأت القصة عندما كنت أمارس رياضتي وكنت أتابع برنامج مصري من خلال هاتفي الخاص واذا بشخصية مرموقة ذات علم طبي يقاطع مشاهدتي بالحديث إلي ويقول: حاولت أن أتابع ذلك البرنامج ولكن للأسف لم يروق لي لبعض المصطلحات «المصرية» التي لم أفهمها وها أنا اليوم أراك تضحكين من القلب على تلك المواقف التي لم أفهم بعض مصطلحاتها أعتقد هذا يرجع بسبب انتمائك لدولة والدتك، رحمها الله.
فأجبت: نعم، فهي نعمة من الله بأن والدتي ووالدي غرسا فينا حب البلدين.
وأخذت بتكملة رياضتي مع متابعة البرنامج وأثناء هذا كان العديد ممن يمارسون الرياضة معنا يتوجهون بالسلام علي والسؤال، واذا بتلك الشخصية نفسها تقاطعني مرة أخرى وتسأل: ما شاء الله شعبيتك كبيرة في النادي؟ فأجبت: تلك هي عزوتي! فأجاب: عزوتك هي أسرتك وليس أصدقاؤك؟ فأجبت: يا دكتور.. رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام من عاداه بعض من أسرته ومن عزّه بعد الله عز وجل ونصر الاسلام أصدقاؤه وأنا ليس برسولنا الكريم، ولكن أتخذ منهجه في حياتي وهي حب الجميع والمحبة من الله.
واستمر الحديث بالمقاطعة المتكررة بإظهار مناصب ومراكز أبناء أخيه وأخته، وهنا قاطعته وقلت: عفوا أستاذي الفاضل كل من ذكرتهم من أسماء ومناصب أتعجب بأنني أعرف احدى زوجاتهم التي على الدوم تبحث عن واسطة في عملها.
وهنا وجدت أسلوبه تغير وبنبرة حادة يقول: عفوا كلامك غير صحيح عن تلك المرأة، فتلك الزوجة جالسة في بيتها ترعى زوجها وأبناءها وليس لها بالعمل علاقة.
وهنا أجبته: عفوا هل شغل المرأة عيب؟ فأنا لم أسئ لها بشيء.
فوجدته يكرر: «المرة قاعدة في بيتها مجابله عيالها وزوجها»! فلم أمتلك غير الابتسامة وانهاء ذلك الحوار العقيم.
٭ مسك الختام: عجبا ممن ينظر لهويتك دون أن يجاهد ويبحث عن من أنت! بل أعجب ممن يعيشون في ذلك الزمن وهذا العصر بحلة التمدن وذاتية القبلية والرجعية! ولن أقول إلا قول رسولنا الكريم: خير الناس أنفعهم للناس.
[email protected]