(الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ان يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا ... النساء: 34 - 35).
الطلاق أصبح قضية متفشية بدرجة كبيرة وملاحظة في المجتمع الكويتي، فأنا أقول انها قضية بشرية أي توجد حيث وجد البشر، ولكن وجودها في الكويت ربما يكون أوضح لأننا نعيش ونرى ونسمع ونتفاعل، القضية بأبعادها تندرج تحت مسمى الزواج، والرجل هو فارسها، والبنت دائما هي الضحية، واليوم سنتطرق لأحد أسباب الطلاق والناتج عن زواج المظاهر، والمظاهر دائما وأبدا ما تخدع، والجنس البشري فيه من الضعف ما يجعله يستسلم لهذا المظهر، فإننا بشر، لا يمكن أن نرى من الإنسان ما بداخله، ولكننا نتصرف في حدود الحدث الذي نراه ونعايشه، هل لنا أن نملك غير هذا؟!
تبدأ العلاقة بتظاهر الرجل لمن يريد الزواج منها بأنه «جنتلمان» وميسور الحال مع القبول في الشكل الخارجي، فهل للفتاة أن تحلم بأكثر من هذا، زوج فيه كل هذه الخصال ونحن متفقون أننا نحكم على الظاهر فقط لأن بواطن الأمور لا يعلمها إلا الله، هذا شعور الفتاة، في لحظة اختيار توازن بين ذلك الرجل الذي أبدى لها كل هذه الصفات التي تروقها ووضع ثروته تحت أمرها، ڤيلا، سيارة، رحلات خارجية، سهرات، ويتم الزواج من ذلك الاختيار، الظواهر الاجتماعية والأحلام الوردية لكل من الطرفين الرجل سيوفر لها ما أسمعه لها حيث جسدته هي بدورها وأقامت صورا لذلك في أحلام يقظة وعاشت كل ما قال في الخيال، إنها حقا لحياة تساوي أن تتسرع بالموافقة عليه كزوج ولن تجد أحسن منه، وهذا حق، لن تجده، إذا كان الرجل صادقا فيما يقول، تقيم الفتاة في خيالها بروفة للحياة التي عرضها عليها الرجل وتسير الأمور كما تريد هي، تعيش في فيلا على ربوة، ربما تمتلك سيارة لروحها فقط ويخصص لها سائق، تخطط كم مرة ستسافر إلى الخارج وبأي بلد ستبدأ، وأي هدايا سوف تجلب، وما نوع السهرات التي ترتضيها، إنها لحياة حافلة بالملذات، إنها لم تر في حياتها شيئا مثل ذلك وذلك حق، حتى ولو كان الأب يمتلك ثروة طائلة، فهي قد عاشت في بيت أبيها ظروفا تختلف كل الاختلاف عن حياتها المستقبلية ورغم ذلك فهي تقارن وتضع حياتها السابقة في كفة ميزان وحياتها المستقبلية التي لم تبدأ بعد ولكن حسبما تخيلت في كفة أخرى، وسترجح الكفة الأخرى.
وتتزوج الفتاة، ولا ينقضي من عمر زواجها إلا القليل، حتى تكتشف الوجه الآخر من الرجل، كل ما قال آنفا كان نفاقا، كان كلاما معسولا سرعان ما تبخر طعم العسل منه وبقي الكلام دون تزويق، تصحو الفتاة بل الزوجة على حقيقة مؤلمة، ترى في فارس أحلامها محطم آمالها، تقف على تلك الحقيقة التي لا تملك معها سوى البحث عن نهاية سريعة لذلك الموقف المهزوز، تضيق بها الدنيا بما رحبت، لا تجد الخلاص الا في الانفصال، ولكن هيهات هيهات أن يحقق الرجل لزوجته ذلك الحلم بسهولة، إنه لا يتركها قبل أن يجردها من كل ما تملك، ذهب، مال، ... الخ، وفي النهاية يكون الطلاق، مؤلمة تلك النهاية، مهلا يا ابنتي في كل مكان، الظواهر خداعة، وما جاء بسهولة يمكن أن يضيع أيضا بسهولة، الحياة ليست تجربة، الحياة معاشة لمرة واحدة، فيجب أن نعيشها كما ينبغي، واتق الله أيها الرجل في خلق الله.
***
كلمة وما تنرد: أقترح تواجد مبنى بمفرده ووجود محكمة به تختص بشؤون الأسرة لتداول قضايا الطلاق والنفقات وتولية الأطفال وكل ما يخص المجتمع الأسري الكويتي.
[email protected]