ساعات قليلة وينتهي الصراع الفني والدرامي على شاشات التلفاز العربي وعلى الرغم من الصراعات الدولية وما يحدث من جرائم بشعة في فلسطين إلا أن العديد منا كان يواكب بعض المسلسلات العربية المقدمة في شهر رمضان المبارك، وبعيدا عن الزخم الدرامي الرمضاني يبقى عندنا شيء واحد وهو: من الأفضل؟ لن أقول إنني قمت بمشاهدة هذا الكم الهائل من المسلسلات الرمضانية سواء أكانت خليجية أو عربية، ولكن كنت من المتابعين لها من خلال القراءات النقدية لبعض الأقلام المحايدة التي كتبت عنها من أجل النقد وليس من أجل الأجندات الشخصية، ورغم ما قرأت من قراءات نقدية للعديد من مسلسلات رمضان إلا أنني كنت متابعة جيدة لكل من «عوالم خفية» و«بالحجم العائلي» لقطبي الدراما العربية عادل إمام ويحيى الفخراني.
كلماتنا اليوم ليست في قراءة نقدية للعملين بل هي إشادة لهما لما شاهدت من أحداث قدمت للمشاهد بطريقة مبدعة في كل من العملين سواء الحوار أو اللقطات الفنية أو إبداع فريق العمل ككل، وعذرا مني إذا لم أذكر أسماء العديد من فريق العمل الفني الدرامي الذي لهم ثقلهم في الدراما العربية والمصرية، فكل منهم كان ومازال له رونقه الفني وإبداعه الدرامي الذي جعل من العملين ثقلا في دراما الأسرية الرمضانية.
قد يوجد بعض الأخطاء الفنية ولكن لم نشعر بها كمشاهد، وقد تكون بعض «الألفاظ» ذكرت إلا انها كانت في سياق الدارما ولم تجرح مسامع المشاهد، ومن المحتمل حمل العملين بعض «المشاهد» إلا أنها لم تخدش عين المشاهد، ومن هذا وذاك كان العملان يناقشان العديد من مشاكلنا اليومية والدولية ويناقشان عقلية المشاهد ويحاكيان ذاتية كل من قام بمتابعة العملين، فإذا أخذنا كلا من المسلسلين على حدة فسنجد أن:
٭ «عوالم خفية» من تأليف أمين جمال ومحمد محرز وإخراج رامي إمام يحاكي المسلسل العديد من قضايا الفساد الحكومي وطرح العديد من أشكال وقضايا الفساد من خلال نسيج درامي متماسك ومترابط، ومع طرح تلك الصور لقضايا الفساد نجد أن المؤلف طعم نسيجه الدرامي ببعض المشاكل الأسرية لكي لا يشعر المشاهد بالتغريب وأن ما يشاهده لا يحدث فقط في مصر بل هو أيضا ما يحدث في مجتمعه، فما شاهدناه من أحداث كانت تواكب وتشابه حياتنا اليومية من حيث القضايا والشخوص والأحداث مما جعلنا نعيش واقعنا في عوالم خفية.
٭ «بالحجم العائلي» من تأليف محمد رجاء وإخراج هالة خليل وهشام فتحي هو مسلسل قام على فنية كتابته من دراما الأسرة، وقام المؤلف بنسج خيوطه من خلال توليفة كوميدية وعلى الرغم من المواقف المضحكة التي يحملها المسلسل إلا أنها كانت تمتلك الكثير والعديد من الآهات في مشاهدها، بـ«الحجم العائلي» عالج الكثير من القضايا الأسرية وأهمها التفكك الأسري وما يتبع ذلك التفكك، ولم تقتصر المعالجة الدرامية على فئة محددة بل نجد المؤلف قام بتناول جميع الفئات العمرية، وقام من خلالها بمعالجته الكتابية والفنية إلى أن أصبحنا جزءا لا يتجزأ بالحجم العائلي.
مسك الختام: نقطة نظام لمعالي وزير الإعلام الكويتي نتمنى دراسة وقراءة كل ما كتب وما ذكر من نقد إيجابي وسلبي حول ما قدم على شاشة تلفزيون الكويت في شهر رمضان 2018 ووضع نظم وقوانين حازمة لتفادي كل السلبيات في رمضان القادم.
..وعساكم من عواده.
[email protected]