ذلك هو حال ثقافتنا في الكويت، فكلما نتقدم خطوة ثقافية للأمام ونثني على تلك الخطوة نفاجأ بعد فترة وجيزة بأن تلك الخطوة تقابلها العشرات من الخطوات في تدني ثقافتنا لتأخذ بنا إلى الوراء، كلماتنا اليوم تبحر حروفها لتسلط الضوء على بعض تلك الأخطاء لعل من يمتلك القرار يأخذ بسطور مقالتنا:
٭ عندما قمنا بالإشادة بالمراكز الثقافية سواء مركز جابر الأحمد الثقافي او مركز عبدالله السالم الثقافي كنا نظن أن تلك المراكز ستقوم بحل الأزمة المسرحية في الكويت، فمن بعد التحرير تعاني الثقافة الكويتية من مشكلة نقص دور العرض وان وجدت فهي للأسف غير مهيأة للعروض المسرحية إلى أن أصبح الوضع أن المسرحيات تقدم في بعض المراكز الشبابية أو في الأندية وفي كل الحالات هذا ليس بمسرح! والسؤال هنا: ما المعضلة في أن تعرض العروض المسرحية في المراكز الثقافية؟ أليس المسرح هو أبو الفنون.
٭ تعددت الأقلام في الإشادة بدعم الدولة لبعض المشاريع الصغيرة التي تخص الثقافة وهانحن نفاجأ بالعديد من الشباب يقومون بدورات فنية ومسرحية وغيرها لتثقيف الطفل دون دعم من المسؤولين عن الثقافة في الكويت! بالأمس القريب شاركت كعضو لجنة تحكيم في إحدى تلك الدورات التي تصنع من الطفل بأن يكتب مسرحيته وقبل العروض المقدمة من الأطفال للتحكيم عليها تحدثت مع القائمين على تلك الدورة وتعرفت على العناصر التي قام بها الأستاذ عثمان الشطي في تدريب الأطفال على كيفية الكتابة المسرحية ومعرفة عناصر المسرح كما تحدثت مع مسؤولة المركز الأستاذة عايشة عبداللطيف الحوطي عن مركزها فوجدت أن جميع ما يقدم من خلال مركزها يصب في الارتقاء وتطوير وتثقيف الطفل فأين دعم مسؤولي الثقافة عن تلك المراكز الشبابية؟ أليس الطفل هو المستقبل؟!
٭ أسابيع وينتهي فصل الصيف وقد قرأنا العديد من الفلاشات الإعلامية عن بعض الدورات الثقافية سواء كانت للشباب أو للأطفال وبجانب تلك الدورات أقيم المهرجان الموسيقي المعتاد في كل عام من فصل الصيف.
في البدء وجب علينا أن نشكر كل من شارك في تلك الفعاليات الثقافية والفنية وتبقى إضاءتنا التي تخص بعض المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب: أين التطوير في برامجكم الصيفية؟ أم أن فعاليتكم للبعض ما هي إلا «حشو ثقافي»؟
مسك الختام: علينا أن نتقبل الرأي الآخر.. كما علينا أن نتشاور.. لا أن نتخاصم.. وأن نختلف لا أن نتعادى.. وأن ننتقد بلا تشهير.. وأن نحاسب بلا انتقام.. فكلنا من الكويت نبدأ.. وإليها ننتهي.. وهي الباقية ونحن الزائلون..
كلمات من النطق السامي لصاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه.
[email protected]