مقالي عن علم الجريمة. فمنذ بضعة أيام وأنا أشاهد التلفاز وبالتحديد نشرة الأخبار في «قناة الوطن» وقد تابعت تقريرا يسلط الضوء على البيوت المهدمة والخاوية من البشر وما يمكن أن تسببه من توفير ساحة للجرائم.
في البدء أشكر قناة الوطن على تسليطها الضوء على إحدى مشاكل المجتمع الكويتي وهي «الجريمة» وتكاثرها بجميع أنواعها في هذه الآونة، وكنت سابقا قد قرأت كتبا متخصصة تتكلم عن علم الجريمة فوجدت أن مفهوم علم الجريمة هو «أحد فروع علم السلوك الإنساني بل هو علم يدرس باعتباره ظاهرة في حياة الفرد وفي حياة الجماعة وهو دراسة تستهدف وضعها وتحليلها وتقصي أسبابها».
هذا هو تعريف علم الجريمة وقبل استكمالي للقراءة استوقفتني كلمة ظاهرة وجعلتني في دقائق وجيزة أفكر فيما يحدث من حولنا فوجدت أن الجريمة لم تعد ظاهرة بل أصبحت بالفعل سلوكا يتبعه كثير من أفراد المجتمع ليس فقط في نطاق المجتمع الكويتي بل أيضا في النطاق الخارجي للدول الأخرى!
نعم أصبحت انواع الجريمة لا تقتصر فقط على ما يحدث في تلك البيوت المهدمة التي أشرنا إليها، وللتأكيد نضرب بعض الأمثلة للتدليل على أن الجريمة أصبحت سلوكا وليست ظاهرة دعونا نتطرق لتعريف مفهوم الضحية الذي يؤكد أن الجريمة لا تقتصر فقط على قتل النفس والاعتداء على الآخرين، بل الجريمة في تعريف مفهوم الضحية يؤكد ما سأكتبه من أمثلة، مفهوم الضحية في علم الجريمة «يصنف كضحايا كل من أصابهم شر أو أذى نتيجة لخطأ أو اعتداء أو حادث، والضحايا أنواع وتختلف هذه الأنواع باختلاف الجرائم التي يرتكبها المجرمون» ومن هذه الأنواع:
1 ـ ضحايا القتل العمد والقتل الخطأ: ذلك النوع أصبحنا نسمع عنه الكثير ونقرأ عنه على مدار اليوم في الجرائد اليومية سواء أكان خبرا محليا أو دوليا، يوما نسمع من لقي مصرعه دون معرفة الجاني، ويوما آخر نسمع عن مشاجرة شبابية أدت إلى مقتل أحدهم، والجديد من هذا النوع هو من يقوم بتأجير الآخرين لقتل المراد قتله لأي سبب كان، وهذا السلوك أصبح متواجدا بكثرة في الآونة الأخيرة
2 ـ ضحايا الإيذاء سواء بالسرقة أو النصب أو الاغتصاب لكلا الجنسين وفي جميع المراحل العمرية، وهذا نوع لا نستطيع ذكر الأمثلة لأنها كثيرة ونشاهدها باستمرار على مدار اليوم، وأبسط وأبشع الأمثلة لهذا النوع هو التحرش الجنسي وبالأخص الذي يطال الأطفال والذي يحدث في محراب العلم والتربية وليس فقط في أروقة التعليم بل خرج الأمر إلى خارج أسواره
3 ـ ضحايا الإدمان: حيث أصبحت المخدرات في تناول الجميع سواء في مجتمعنا أو المجتمعات الأخرى، والسؤال هنا: من يحمي هؤلاء الضحايا من هذا الجرم ومجرميه؟
وآخر المعنيين بتعريف الضحية في علم الجريمة هم ضحايا حوادث المواصلات وبتنا نسمع الكثير عنهم وضحايا الحروب وهذا ما حدث لنا إبان الغزو العراقي الغاشم وكثير من البلدان حدث لها ما حدث لنا وضحايا الانتحار الذي أصبحنا نقرأ عنها الكثير في مختلف الصحف المحلية والدولية، تلك هي قضيتنا اليوم علم الجريمة الذي يسمى criminology.
ان الجريمة فعل أو ظاهرة تتعارض مع ما هو نافع للمجتمع مع العلم بأن هذا التصرف ما هو إلا العدل في نظر مرتكبه، اليوم قضيتنا ليست الفعل بل الفاعل وماذا يجب علينا القيم به للحد من تلك الجرائم لتعود على الأقل ظاهرة كما كانت في السابق وليس كما أصبحت الآن سلوكا بشريا، لابد علينا أن نسلط الضوء على تلك الجرائم من خلال الوسائل الإعلامية، كما لابد من التركيز وتفعيل دور الاخصائي الاجتماعي في مدارسنا وجامعاتنا كما كان في السابق، إعادة التأهيل والبناء ليس فقط لعام واحد ولكن من بداية المرحلة الثانوية لأن ذلك سيطعم شبابنا ويقيهم من أي جرم أو التفكير فيه، وأخيرا التركيز والتشديد في العقاب المطبق على المجرمين منفذي تلك الجرائم ليكونوا رادعا لمن يفكر أن يقوم بهذا السلوك.
كلمة وما تنرد:
الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها، ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة.
[email protected]