نهاد العبدالله
من يقرأ تصريحات السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية في تقديمها لتقرير وزارتها السنوي السابع عن الاتجار بالبشر يعتقد انها تدافع عن الشعوب الفقيرة امام الشعوب المستغلة للبشر.
وعلينا الا نجزع من تقرير الخارجية الاميركية ولا تهديداتها الموجهة للدول التي ذكرت اسماؤها في التقرير والتي زعم انها تتاجر بالبشر، فالولايات المتحدة الاميركية في طليعة الدول التي تتاجر بالبشر وما زالت حتى هذه اللحظة، وهي اغفلت ذكر ما تقوم به واشنطن وولاياتها القريبة من المكسيك مع المهاجرين اليها من دول اميركا اللاتينية من استغلال بشع ونكران لآدميتهم.
لا نقول ذلك دفاعا عن الشعوب المتهمة بالاتجار بالبشر، او اخفاء لصور تلك الجريمة، وانما نطالب وبكل حرية وديموقراطية كما تقول الولايات المتحدة ووزيرة خارجيتها انهم يعملون على نشرها في القرن الحادي والعشرين، نقول ان الولايات المتحدة ساهمت وغضت النظر، بل انكرت على نفسها ما تقوم به من جريمة مدانة دوليا ضد مئات الالوف من القادمين اليها عبر حدودها مع المكسيك، وذلك من خلال استغلالهم للعمل في المزارع دون مقابل مادي، هذا بالاضافة الى تشغيل النساء في المواخير وانتاج افلام اباحية ابطالها النساء اللاتينيات مستغلين عدم مشروعية دخولهم وتهديدهم الدائم بتقديمهم لسلطات الهجرة الاميركية.
ودعونا نتساءل لماذا اغفلت السيدة رايس ذكر جرائم الاتجار بالبشر التي تقوم بها بلادها؟ ولماذا ترفع العصا على دول العالم الثالث وتتناسى دولا مثل فرنسا التي شهدت العام الماضي ثورة للمهجرين جراء سوء المعاملة التي يلقونها؟
لا نلوم تقرير الخارجية، ولن نجزع من تهديدات الولايات المتحدة الاميركية، فاللوم كله يقع على عاتق اعلامنا العربي الذي اغفل ومازال ما يرتكب بحق الانسانية في اعظم الدول الديموقراطية، بدءا من الاتجار بالبشر وانتهاء بخمسة ملايين اميركي اسود بلا بيت يأويهم ومأكل يعينهم على العيش.