مع اقتراب حلول ذكرى التحرير المجيدة هي مجرد ومضات وفاء لمن ضحى وبذل من أجل أن يعود الوطن حرا، لا تفيهم حقوقهم ولكن ما عند الله خير لهم وأبقى.
سلام على أرواح شهدائنا الأبرار.. سلام على أم ثكلى وأب مكلوم وزوجة أرملة وابن يتيم وأخت مفجوعة، الذين ارتضوا لأولئك الأبطال تلك الخاتمة وصبروا واحتسبوا وافتخروا!
المجد للشعب الأبي الذي لم يلتفت لترغيب ولا لترهيب لصده عن الالتفاف حول الشرعية.. فجدد البيعة مقبلا صادقا صدوقا!
وقفة إكبار لكل مرابط أبى أن تنتزع جذوره من تراب الوطن.. فكان من «الصامدين» يشغل فرن حيه، أو يرفع المهملات منه، أو يوصل الأمانات ويوزع المساعدات على جيرانه، أو يصدح مكبرا فوق سطح بيته، أو يدفن الموتى، أو يطبب الجرحى، أو يتظاهر ضد المحتل الغاشم، أو يختلي بزاوية يتبتل ويتضرع إلى ربه.
تحية إجلال لمن غادر الوطن قسرا لكن الوطن لم يغادره أبدا.. منهم الوفود الشعبية والطلابية التي أخذت تجوب العالم بكل جرأة وهمة وعزة، رغم الآلام، تنافح عن قضية الكويت وتفند وتدمغ الادعاءات والأكاذيب العراقية.
قبلة على جبين كل صنديد مقاوم كان قد حمل روحه على راحته فداء للوطن لكنه لم يحظ بشرف الشهادة.. لعلنا لا نعرفهم كلهم وهم بيننا وحولنا اليوم، لكن الله يعرفهم وطرقات الوطن تشهد على شجاعتهم وإقدامهم وكبريائهم.
كثر من ضحوا وبذلوا وبأساليب متنوعة لكن جمعهم هم واحد.. طوبى لهم!
رغم الأزمات والفتن ومحطات اليأس والإحباط، لا ينبغي أن تزول تلك المشاهد والآثار وغيرهما من ذاكرتنا بالتقادم، بل أن تبقى جذوتها حية نهتدي عليها.
كلمات أخر:
عاشـت الكويت حرة.. ديمقراطية.. مزدهرة!
[email protected]