لا أريد بعد اليوم ترديد جملة لا فرق بين شيعي وسني أو حضري وبدوي، لأنها في تصوري تبعث برسالة موجهة بعكس مضمونها، فترديدها كل مرة يشعرني وكأني في صدام وفرق، والحقيقة عكس ذلك، فتكرارها مزعج وأتمنى أن نكف عنها.
ما حدث في قاعة عبدالله السالم المؤلم المبكي، لم يكن خلافا فكريا أو عقديا، بل تهاون من البعض في قيمة الأمة، والسخرية من مخرجاتها، فمنذ متى أصبحنا نستخف ببعضنا ونسخر من بعضنا؟ ومنذ متى كنا نحتاج لتربية؟ بل الطامة منذ متى نهين بعضنا البعض يا أبناء البلد وكأننا من أرذال البشر؟
لا أتصور أن يكون هذا واقعنا اليوم ولا أتصور إلى هذا الحد وصلنا. لكننا اليوم يجب بل ولزاما أن نسمي الأشياء بأسمائها وأن نقول الحق حتى ولو غضب البعض منا، لأننا وصلنا لحد لا يمكن السكوت عنه أو المجاملة، فنحن شركاء بصمتنا في الطامة.
إن الأطراف الحقيقية في هذا المصاب الجلل تعددت، فمن المجلس نفسه إلى الكتّاب مرورا بنا نحن يا معشر الناخبين نتحمل ذلك.
أما من كان يزيد النار حطبا فهي بعض وسائل الإعلام التي أدت إلى الشحن والإثارة وهي تستمتع بابتذال بعض النواب دون أن تضع لهم حدا، فالذي يشتم عندهم يستضاف والذي يهدد بضرب النواب يشهد له بالولاء وهو في الحقيقة بلاء على الأمة وعلينا، أما بعض الكتّاب فيتصور أنه أعقل العقلاء وهو الوحيد ذو الولاء فيسخر من نائب سخرية شخصية لا لأدائه، وفق أجندته الخاصة وأيديولوجيته الهابطة، ليقلب الحق باطلا والباطل حقا، بهمجية وبجاحة، فنسأل الله لهم الشفاء.
إنني اليوم هنا لست بمن يعرض العلاج لأننا نعرفه حق المعرفة، ونعرف مكامن الخلل، لكن المؤلم أننا نغمض أعيننا عن الحقيقة، لمآرب شخصية لا وطنية، فترسبات التصرفات والتصريحات هي الأساس لحادثة المجلس، وطريقة الكلام وعدم الاحترام والهمز واللمز والإهانات هي شرارة الحدث، فعندما ترفع العصي ويتم الشتم واللعن والاستهزاء، والرئاسة صامتة، فمن هو الكائن الحي الذي سيتحمل ويصمت؟
ثم ما قصة الفكر التكفيري الذي كل يوم يطربوننا به؟ فمن الذي يثير الآخر، ومن يسعى جاهدا لتخريب الجلسات؟ ومن هو الذي دائما يصارخ ويشتم ويتوعد النواب والحكومة سعيدة به؟ من هو؟ أغمضوا أعينكم كما شئتم ومتى شئتم «فالشمس ما يغطيها المنخل»، ونسأل الله العقل والسلامة.
نص سالفة: لا أعرف ما داعي تذكري هذه الأيام لحركات «ماكس المجنون» لكنني لو كنت طبيب أمراض عقلية لأمرت منذ طلته الأولى وصرخته أن يقبض عليه لفحص عقله، فدائما أقول إن الفحص الدوري يجعل الإنسان في أمان. وختامها أرفع عقالي تقديرا وإجلالا للنائب فلاح الصواغ على اعتذاره الشجاع للشعب الكويتي، وكفو يا بوسعود كفو، وعساك عالقوة.
[email protected]