كل إنسان حر في إبداء آرائه والدفاع عنها، فالكل بعقل راض، ولكن متى ما تجاوز الأمر حدّه ومس حقوقا ليس من حقه، هنا نقول أخطأت وكان لزاما ردنا.
شخصيا قد لا ألتقي مع الأستاذ نبيل الفضل، على أي أرضية فكرية، ولا حتى أيديولوجية فهو غرب وأنا شرق والعكس صحيح - حتى لا تفسر تفسيرا غير صحيح، ولكن يجمعنا دستور وحب وطن واحترام شعبه. فعذرا يا أستاذ قد أخطأت.
لقد ظهر الأستاذ نبيل في إحدى القنوات واستوقفني تفسيره اللامنطقي لكلمة «لا للمشيخة»، فهذه الكلمة ليس لها تفسير منطقي ولا عقلي ولا دستوري في ضرب مسند الإمارة، وإنما فسرها العزيز الفاضل تفسيرا شخصيا، ولكن للأسف أخطأ الهدف، «فلا للمشيخة» هي كلمة تدل على رفض ممارسة بعض الشيوخ لأمور تتنافى مع الدستور، ولكن بقوة لقب شيخ «تمشي»، وهذا الأمر مرفوض في القانون أكنت شيخا أو غير شيخ، بل يفرض القانون سواء بسواء، فالشيخ يفرض احترامه بأخلاقه وتعاملاته كسائر الناس وليس باسمه، وهذا ما عهدناه من أبناء الأسرة الكريمة ولامسناه فلا مزايدة بذلك.
فالدستور الذي تراه يا أستاذنا نقمة، جعل الناس سواسية أمام القانون وجعل مسند الإمارة ثابتا تذود عنه الجموع من كافة أطياف المجتمع، فالمشيخة كلمة تعارفناها كلقب تجاه أبناء الأسرة ولا يوجد لها أصل دستوري حتى تستدل علينا أن الـ «لا» النافية فيها هي لضرب لمسند الإمارة، فمن السهل إثارة الناس، في هذا الأمر الحساس، ومن اليسير قلب الطاولة من خلال تحويل وتحوير تفسير الكلمات، ولكن من الصعب تصديق أن فردا واحدا في الكويت يريد ضرب مسند الإمارة، لأن من ضربه ضرب الدستور ومن ضرب الدستور ضرب نظام الدولة، وهذا أمر نفته أحداث الاحتلال جملة وتفصيلا، فليس حب آل الصباح وحكمهم محلا لتشكيك فكيف تشكك فيه الآن؟!
لم يتوصل العلم الحديث إلى صورة توضيحية لأشكال وأوصاف «أبناء الحمايل» حتى نتعرف عليهم من خلال الصور والرسومات، ولكن أستاذنا الفاضل كشف من خلال بعض الصور أن الجموع المتظاهرة ليسوا من «أبناء الحمايل»، ولا يعرف أيضا من أين أتوا فيا ليت الأستاذ يتكرم علينا ويعطينا مواصفات وأشكالا تقريبة «لتقاطيع وجوه أبناء الحمايل» وأهل الكويت حتى نتعلمها منه؟ فالدنيا مدرسة نتعلم فيها من كل كبير وصغير.
لا أتصور يوما أننا سنصنف الناس حسب هوانا ومزاجنا الفئوي، فكلنا أبناء حمايل وقبائل محترمون، فليست المظاهرات هي التي ستخرجنا من دائرة «الحمايل» لأننا نعرف أنفسنا أكثر من غيرنا ولسنا مضطرين للإثبات، ولكن يا أستاذنا هل كلامك وشتمك سيعالج مشاكلنا ويجعلهم يجلسون في البيوت اتقاء مما ستقول؟ وكيف يصور أن الهمز واللمز والاتهام من باب إحقاق الحق؟ بل العكس فقد زدتها حنقا وخسفا وتدهورا فرأيك محترم بكل الأحوال ولكن لا أن تعتدي علينا وتدخلنا في دائرة تصنيفاتك للحمايل، وأتمنى أن تراجع مقابلتك حتى تعرف لماذا كتبت هذه المقالة وتقبل الشكر.
نص سالفة: اتجهت في ليلة الجمعة لساحة الصفاة، وتكلمت مع بعض أفراد الشرطة، فما وجدت منهم إلا الاحترام والتقدير، والخوف على الناس قبل أنفسهم، فقال لي أحدهم بكل بساطة «صدورنا واسعة ونستحملهم فهم إخواننا وعيالنا بالأخير وساحة الإرادة أكبر وأحسن لهم ويارب يروحون هناك»، فيا معالي وزير الداخلية إذا كان هذا الكلام الأخوي من تعليماتك فبارك الله فيك وهذا العشم، وأما إذا كان من رجالك فهنيئا لك بمثل هؤلاء الرجال وهنيئا للكويت بمثلهم، فهكذا يكون القائد وهكذا تكون الرجال، والحارس الله ياكويت.
[email protected]