يقول بعض العلماء إن المناخ بشكل عام يؤثر على سلوكيات أهل المناطق، فالذين يكونون في أجواء باردة تجدهم هادئين نسبيا، ومن هم في الأجواء المعتدلة سلوكياتهم مثل أجوائهم فهم «راكدون»، وأما في الكويت فالأجواء بشكل عام تحير حتى علماء الأرصاد الجوية من كثرة تقلباتها وتغيراتها فمذيعونا يظهرون في اليوم أكثر من مرة لينبئونا بالتغيرات، اليوم الواحد قد يمر بأربعة فصول إن لم يكن أكثر كميزة كويتية وسلوكياتنا كما هي أجواؤنا متغيرة ومتقلبة، فلا عجب إن قالوا فينا «قوم ماكاري»!
فالراصد للأوضاع السياسية يتحير من مجريات الأمور التي هي شبيهة لأجوائنا المحيرة، فالمعترض على سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد كان بالأمس معترضا على طرح اسم غيره! وكأن حق اختيار رئيس الوزراء هو للنواب وليس لصاحب السمو!
فلماذا لا يطرح هذا المعترض اسما ثالثا حتى نفهم وجه اعتراضه ونفهم مناخه العقلي؟ ولماذا لا يخبرنا عن وجهة نظره ويتحفنا بشروطه الفذة التي يجب أن تتوافر فيمن يكون رئيسا للوزراء؟
إذن فلا يحق لهذا المعترض اليوم أن يتحدث بكلمة واحدة ليركب موجة التظاهر حتى يثبت لنا فقط أنه هنا موجود فأمثال هؤلاء هم عالة على السياسة وعالة على الأمة، لأن السياسة في أصلها كياسة.
إن الحقائق المرصودة في موجة التظاهرات الكويتية أنها كأجوائنا، كل يوم في شأن، فيوم من أجل الدستور ويوم من أجل الاستجواب ويوم من أجل الجلسات ويوم من أجل المال العام ويوم من أجل المعاشات ويوم من أجل الوثيقة ويوم من أجل البرهان وآخر للرحيل وبالأخير لا نتيجة سوى برهان واحد أن بعض النواب شوهوا غاياتها، وأتلفوا براءتها، ثم امتطوا موجتها، فالشبان هم من قاموا وأعدوا لتظاهرات رغبة ولي بأمر من أحد، وهم من دعوا لها، ولكن لتقف هذه المظاهرات امتثالا لرغبة سمو الأمير حفظه الله ورعاه.
فتصريحات بعص النواب تجعلنا نشمئز ونسأل إلى أين يريدون أن يتجهوا بنا؟ وما غاياتهم والمجلس عندهم موجود؟ فهل الحشود التي تحشد لاستعراض القوة؟ وهل بلغ بنا الأمر إلى الإسفاف والتحدي؟
لا ورب البيت، فالأيام القادمة حبلى بأمور سارة لهذه البلاد ولكن أطرافا تريد تعكير البلاد وتصفية الحسابات على حساب الشعب، ونقض الإنجازات لأن الصراع أصبح أكبر والخلافات الشخصانية تكفلت بها أطراف نيابية، لغايات وخطط مستقبلية خبيثة المضمون والنتائج!
فاقرأوا الحقائق والأحداث واربطوها بالواقع فربيع الغضب هو بالأصل ربيع للفطريات والحنظل والنباتات السامة الغريبة.فاتقوا الله في الكويت واتقوا الله فينا، فلقد وصلت الرسالة وفهم المضمون وانتهى الأمر فلا تتحكمون.
ملاحظة: بسبب الدراسة وبدايات الامتحانات سأنقطع عن الكتابة مؤقتا، وسأعود في أقرب فرصة إن شاء الله. وشكرا لمن سأل عني شكرا.
[email protected]