في كل سنة وتحديدا من بعد الاحتلال العراقي للكويت، تمارس علينا فزاعة «جاك الذيب وجاك ولده» بكل أزمة سياسية عابرة فحتى لو كانت المشكلة حدودية بحتة أو تصريحات حمقى نجادي الطائشة، تظهر «بروباغندا» الغزو وتطفو لتتضارب رؤوسنا وتهتز أضلاعنا من هذه التصريحات، ليغتنمها بعض الساسة كشماعة يرددونها ويذكرونا بآلام الغزو، لتغرس في عقولنا «فوبيا» الاحتلال وتسيطر من بعيد على مسار حياتنا ورسم سياساتنا، ولذا يجب أن نوبخ ونضع حدا لهذه «الفوبيا» الكذابة وهذا الاستغلال.
بداية يجب أن نوضح للعقل الكويتي حتى ننتهي من مسلسل الفزاعات أن ما كان في 2 أغسطس لن يعود مرة أخرى، وقضية الاحتلال كانت غلطة تاريخية أقدم عليها العراق وندم سواء أعلن أو لم يعلن، فتعلمت الدول الأخرى من هذه الغلطة وهذا الحرق السياسي الذي خلفه المقبور صدام لنفسه، ولن تغامر دولة أخرى بالسير في هذا الدرب لأن مصيرها سيكون كمصير سالف الذكر. ولكن حتى نكون منصفين هناك نوع آخر من الغزو، وهو الغزو السياسي أو التحكم السياسي من بعد الذي تمارسه جارتنا الأخرى إيران فهي تصرح من بعيد كنوع من التهديد وجس النبض ومن ثم جر الدول الأخرى لتتوافق مع سياساتها تحت فزاعة التهديد، وهذا النوع بالنسبة لها هو الأسلم والأكثر أمنا وله نفس المردود. ولكن بعض ربعنا للأسف سيطرت عليه الفوبيا وتحكمت به من خلال تصريحاته، ونسوا أننا دولة لها كيان واتفاقيات أمنية وجيش وسياسة خارجية وداخلية مترابطة تحفظ أمن هذا البلد وشعبه، فأي أحمق ومعتوه سيقدم على اعتداء أو تهديد دولة مترابطة بمثل ترابط الكويت؟! سيكون بالطبع أحمق، ومن الآن سأقول محروق سياسيا ومهزوم قبل أن يتحرك جندي واحد ليلبس «بسطاره».
إذن ما يقال من تصريحات لهؤلاء الساسة الخارجين مجرد كلام يريدون من ورائه غايات سياسية معينة وصفقات اقتصادية بموجب هذا التهديد سواء كان نيابيا أو من خلال الإيعاز لبعض أجنحتهم لممارسة هذا الدور القبيح لتحقيق أغراضهم المشبوهة، فتهديدات حزب الشبهات الأخيرة مرت علينا وشربنا منها ما يكفي، فغاية تصريحاتهم ورغاهم الاستنزاف المالي واستغلالنا، لأنهم عرفوا أن الفوبيا سيطرت علينا فأخذوا يضربوننا بكل مضرب فلو صرح «جربوع» منهم تائه في سراديبهم النتنة المظلمة فهو يعلم أن لتصريحه فاعلية لأننا نحدث لفوبيانا «بروباغندا» إعلامية، تظهر فتسيطر علينا فيتحقق «للجرابيع» غاياتهم والحجة حتى يتجنبونا.
فكلما خفت جيوب «الجرابيع» عادوا لمثل هذه التصريحات، لأننا نحن من فضحنا أنفسنا وأظهرنا لهم مكامن ضعفنا المختلقة، وكذبة الخوف منهم، فكأننا لسنا بدولة فإذا كان أمر هؤلاء وتصريحاتهم عجيبا فأمرنا نحن أعجب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نص سالفة: إلى الشيخ د.محمد الصباح، أحذر أن تعير اهتماما لتصريحات كل شارد ووارد، فوالله لو أعرتهم انتباهك فسيكون لك كل شهر تهديد إما كذا وإلا كذا، فالمرتزقة ننتبه الى خطرهم ولكن لا ننزل لمستواهم فأنت وزير خارجية دولة ورجل أكاديمي تعرف من تلقاء نفسك غاياتهم وحجم الصغار، فمن يقول «با» ليكن ردك «بعينك الوبا»، لأنهم جماعات تخاف «ما تختشيش». ولك كل الاحترام والتقدير.
[email protected]