غريبة هي وزارة التربية دائما «تردت على طير يلي»حين يكون الكلام في البونص فتقلل من قيمة الكادر، وكأن المسألة بالنسبة لهم حياة أو موت، وليست حقوقا للمعلم، فكلنا نحترم الآراء المخالفة ونحترم وجهات النظر ولكن أن يصل الأمر لتزوير إرادة الناس فهذا غير مقبول ولن نقبل به. قبل الشروع في الحديث عن «التربية» والحقائق المغيبة عنهم، فإن الوزارة منذ أمد بعيد تمارس تطبيق أفكارها بالقوة، فالنظام الموحد الذي فرضته علينا وعمم لم يجرب أو يختبر وإنما سحب من الدرج لتطبقه الوزارة بين ليلة وضحاها، وفي الأخير كانت النتيجة غصبا أثبتوا نجاح هذا النظام فكأنها وزارة عسكرية وليست تربوية، فالنظريات التربوية في جميع الجامعات العالمية تقول التجربة ثم التطبيق، وهنا أسأل الوزارة هل تمت تجربة هذا النظام حتى تعمموه؟ الإجابة متروكة لهم حتى نعرف كيف تقاد الوزارة؟
إن مهنة التعليم من المهن المنفرة التي دائما ما يهرب الناس منها، والسبب الرئيسي في ذلك هو المردود المالي الذي لا ينتاسب مع طبيعة العمل، لكن الوزارة اكتشفت بقدرة قادر بعد المطالبة بالكادر أن «البونص» هو الحل العادل وليس الكادر، فأخذت «تعذرب» الكادر وتبشر بالبونص الذي هو بالأصل يفتقد للعدالة بشروطه التعجيزية، وغرابته الفكرية التي هي أغرب من اقتراح فتح أفرع الجمعيات في المدارس، ولكن ماذا تقول مادام «مداح العروس أمها» فمن الطبيعي أن يكون كل مقترح ممتازا مادام من الوزارة! إن ما قالته إحدى وكيلات التربية ان «رزقي على الله ولا يعنيني أن أهاجم من قبل أي جهة أن أغلبية المعلمين مؤيدون للبونص» فنقول لها كلنا على الله رزقه، ولكن من أين أتيت بأن الأغلبية تؤيد البونص؟ هل عملتم استفتاء؟ ثم من الذي استفتانا أصلا حتى نعطي الإجابة؟ فهل لي الحقيقة والترويج للكلام بغير دليل هو سمة الوزارة اليوم؟ فأنا أطالب بكتاب رسمي لهذه النسبة المستفتاة الذي حددت أن الأغلبية مع البونص؟ فإذا كان الاستفتاء واخراج هذا الناتج تم عن طريق «قالولي وبلغوني» ومن كلامي «صفقولي» فهنا وقعتم بخطأ جسيم وخطير، يعد تزوير للحقيقة وقلبها، وهو ما نبرأ منه أن تقع بها شخصية تربوية. فأرجو تدارك الأمر وتعديل التصريح قبل فوات الاوان، لأن الغالبية الظاهرة تخالف كلامكم، فأرجو البعد عن التعميم والتضليل، فاختلافنا بوجهات النظر لا يصل لذلك.
٭ نص سالفة: وصلني من بعض المعلمين أن هناك تعميما شفويا بعدم ذكر الثورات العربية أو الربيع العربي في الفصول أو الاستشهاد بها وأنا أستغرب من الوزارة التي تغرد خارج السرب، ولا تغتنم هذا الحدث لتقارن لطلابنا بين ما يحدث في الدول الدكتاتورية وبين الديموقراطية الكويتية التي هي مفخرة للعباد واستقرار للبلاد، فأين تسيرون؟ تذكرون الثورة الفرنسية ولا تذكرون الثورات العربية، «مو أنتم» بعد سنتين ستدخلون هذه الثوارت في المنهج، فأي تخبط وأي تضييع للفرص المعززة للديموقراطية، تتكلمون في التطوير وربط المناهج بالحياة ثم تأتي تعميماتكم لتخالف ما تقولون فأي عجب سيأتي بعدك ياعجب؟
[email protected]
twitter@oaltahous