لا أكاد أخرج من غرفة العمليات وأفتح عيني حتى أسمع جعجعات «التربية» ولكن دون طحين، فالناس تقول لي حمدا لله على السلامة، ورسائل تقول «شوف شصار بالتربية»، حتى تمنيت دكتور «البنج» يرجع من جديد وينقذني مما أنا فيه، إلا أن خبرا واحدا كفيل بتحول دكتور «البنج وبنجه» لكافيين، والسبة «التربية»، فعسى ما شر يا «التربية»؟
لقد مللنا وهرمنا ونحن نسمع توجيهات الوزير ثم المدراء والمسؤولين يخالفون ذلك وقد أتعبتنا تصرفات البعض منهم وكأن المدارس والمناطق هي حديقتهم الخلفية، فوزارة التربية اسمها «التربية والتعليم»، يعني التربية قبل التعليم، ولكن من تخبر؟! فإحدى المناطق التعليمية مشكورة خصصت برامج توعوية دينية لتثقف بناتنا وأولادنا، وتقويمهم بما يتناسب مع ديننا وعاداتنا وأعرافنا وليس أعراف وعادات الدول الأخرى ومعتقداتهم، فخصصت برنامجا توعويا باسم «غايتي» يقوم عليه
رجال ونساء لهم الاحترام والتقدير، لكن أحد مسؤولي المنطقة أعطى أمرا شفويا بإيقاف هذا البرنامج ومنعه دون الرجوع لأحد والسبب هو أن المسؤول تحول لمفت يبيح ويحلل بمزاجه فهل يا وزارة عينتم مسؤولين ومفتين في آن واحد بمناطقكم التعليمية؟! وهل يمكن للمفتي التربوي أن يعطي أمرا بإيقاف هذا النشاط دون الرجوع لمسؤوليه الذين هم من وافقوا على هذا النشاط؟ الظاهر توجيهات الوزير التربوية لا تلقى آذانا صاغية لدى البعض فلا ألوم «التربية» إن تذبذبت.
عموما وبحكم معرفتي الجيدة بالدين لم أسمع أحدا يقول إن الأغاني والدنابك حلال ويدعو لها إلا هذا المسؤول، فسبب إفتائه ذلك أن داعية قالت في عرض كلامها في هذا النشاط ان الأغاني حرام ويجب على المسلم الاهتمام بالقرآن بدل هذه الأغاني وخاصة الأجنبية التي ليس لها لا فائدة ولا أجر يجزى، فتأثرت الطالبات وخرجن من نشاط الموسيقى بعد كلمتها، فقامت الدنيا لدى المعلمة وذهبت للمنطقة، فانتفض المسؤول واجتمع بالطالبات، ليقول لهن ان الأغاني حلال والموسيقى غذاء الروح، وأمر المديرة بإيقاف هذا النشاط!
فبالله عليكم هذا المسؤول «شكو» يجتمع بالطالبات ويأمرهن بالرجوع ثم يحلل ويحرم بكيفه؟! وكيف يسمح لهذا الشخص بأن يوجه أمرا بإيقاف هذا النشاط المحترم؟ من زين فنّكم اللي تعلمونه لعيالنا، ولا من جودة نشاطاتكم الموسيقية اللي ما فيها إلا الرقص والمطامر، فأين نشاطاتكم الهادفة؟ هل استعرضت وزارة التربية يوما مواهب طلبتها بغير الرقص؟ وهل شهدتم وزارة التربية تبرز طلابها للمنافسة مع الدول الأخرى أو برامج تنافسية؟ رحم الله تربيتنا قبل الغزو ورحم الله حالنا فهذه حادثة لا تغتفر.. وينكم يا وزارة التربية؟
٭ نص سالفة: كم تمنيت أن يظهر طالب واحد يقول أنا حفظت القرآن بسبب برنامج وزارة التربية، أو مخترع تحت إشراف وزارة التربية أو طالب يقول فزت بجائزة اللغة العربية والفضل لوزارة التربية، بدل طق الرقبة اللي حتى ما انشهرنا فيها، ولكن سنتعشم خيرا في قابل الأيام، وأخيرا شكرا لكل من اطمأن علي وزارني أو سأل عن صحتي، فلهم كل الشكر والامتنان، وعن انقطاعنا اعذرونا.
[email protected]
twitter@oaltahous