لا أتصور أنه يوجد أحد في وزارة التربية أو في المناطق التعليمية أو حتى في الكويت بأسرها يستطيع أن يقيم أو يحس بالمعلم إلا من هو معلم بالأصل، فالاجتماعات التي تعقد، والتصورات التي ترسم، هي أشبه برجل البادية يصف لنا أهوال البحر والعكس صحيح.
فمنذ متى ونحن نقول بأنكم تنظرون بعين واحدة تجاه المعلم؟ ومنذ متى ونحن نتكلم ونقول: اسمعونا وأفهموا ما نقول؟ لكن الوزارة منذ أمد بعيد وهي تعيش مثل «أذن من طين وأذن من عجين» ولكن سنتعشم بالوزير أن يسمع لعله يدرك لماذا قلنا أن بونص وتصوركم بعيد عن الواقع وبعيد حتى عن النهج التربوي.
فأول الأمر يا وزير التربية هل كانت هناك استفادة من تأجيل الكادر المحرج؟ وهل كان تحاشي ذلك ممكنا؟ إن السبب الرئيسي لرفض «البونص» هو أن تقييم المعلم يتم عن طريق مديري المدارس، وبعضهم لا يمت للتعليم العام بصلة، وليس هو بالأصل من المواد الأساسية، فكيف يمكن أن يقوم مدير هو بالأصل مدرس بدنية بتقييم مدرس فيزياء؟ وعلى أي معيار سيقيمه؟ على الحضور والغياب أم على أدائه داخل الفصل؟ ثم بعد ذلك هل تعلم يا وزيرنا أن الشللية والحزبية والطائفية تضرب مدارسنا شر ضربة؟ وهل تعلم أنك بمقاييسك ستجعل المعلم أسير الإدارة في كل شيء؟ لقد آلمتني وأنت القانوني الذي لا يترك ثغرة إلا وسدها فكيف فاتك ذلك؟
إنني أقترح أن يكون التقييم من قبل الموجه العام والمدرس الأول المباشر لهذا المعلم ثم المديرين ولهم درجات قليلة، لأن المدرس اختصاصه الفصل وليس صبغ الفصول وتزيينها والوقوف على الأبواب، فإن لم يعمل ذلك قالوا افتقد لعنصر المبادرة! سبحان الله حولونا «فراريش» وقولوا عنصر مبادرة. وأيضا ما هذه البدعة العالمية في تقييم المعلم وجعلها سرية ليوقع على ورق أبيض، والمديرون بالمزاجية يضعون تقييمهم له فأين العدالة؟ ترى هل يا وزير سيتم إصلاحها؟ إنني أنصحك يا وزير بغربلة هذه القوانين التي أكل الدهر عليها وشرب، قبل كل شيء فهذه قوانين لا تنفع إلا في الكتاتيب وليس في مدارس راقية ومدرسين أكفاء.
وأخيرا يا وزيرنا الفاضل لن تستطيع ولن يستطيع أحد أن يربط الكادر أو البونص بأداء المعلم لأن الذي يقيم الأداء يحتاج لمن يقيمه بالأصل، ويكفينا استهانة بالمعلم فلو طلبت يوما منا النصيحة لأهديناك إياها ولكن هذا جزء أتاك وسأجعل الباقي لما بعد.
نص سالفة: «الحقران يقطع المصران»، هو نهج سياسي لجلسة شاي الضحى، وليس في الوزارات، ولكن تذكروا لو أُقر البونص فستشهدون (مدرس يضرب مدير مدرسته – مجموعة معلمات يرجمن مديرتهن – مدرس يجلس يصور كشف الحضور والغياب – مدرسات يعملن لمديرة المدرسة مساجا ومني كير وبدي كير) والقادم كثير من بركات البونص، وسترون الأعاجيب لكن الأعجب أن مسؤولا في المنطقة وبسبب مقالي السابق بدأ يبحث من أين لي المعلومة، وأنا أقول لا تتعب نفسك واعتب على نفسك وراجعها ثم أصلحها وتحياتي لك.
[email protected]
twitter@oaltahous