الرحيل المفاجئ لنائب الرئيس المصري الاسبق اللواء عمر سليمان حرم المصريين من معرفة الحقيقة وضيع الكثير من فرصهم في الاطلاع على ما دار في كواليس مؤسسة الرئاسة على مدار الـ 30 عاما الماضية، وتفاصيل علاقات مصر الدولية والاقليمية وملفاتها الساخنة وكيفية اتخاذ القرار، بالاضافة الى ادق اسرار ثورة 25 يناير وحقيقة مواقف تيارات دينية وفصائل سياسية تعاملت مع النظام السابق وعاونته سرا وهاجمته علنا بعد سقوطه، فالاخوان المسلمون على سبيل المثال تعهدوا كتابيا لامن الدولة بعدم المشاركة في الثورة، كما استخدم النظام السابق التيار السلفي كدرع فقهية لحمايته بسلسلة من الفتاوى تحرّم الثورة على الحاكم حتى لو كان فاسقا ماجنا ويداه ملوثتان بدم شعبه، ناهيك عن تفاصيل الصفقات التي عقدت قبل تنحي الرئيس السابق وتفاصيل الصفقات التي عقدت مع المجلس العسكري، رحل عمر سليمان وتركنا نضرب اخماسا في اسداس وقد تبددت احلامنا في معرفة: من خان من؟ ومن تآمر على من؟ ومن مثل على الشعب وتاجر بأمن مصر وسلامتها؟ ومن تاجر بآلام الفقراء واستخدم ظهورهم كمطية للوصول لكرسي الحكم؟
في الحقيقة استفادت اطراف عديدة من رحيل اللواء عمر سليمان وارتاحت قلوبهم لرحيل صندوق مصر الاسود بغير رجعة، الفرحون والشامتون وأصحاب المصلحة في رحيل اللواء عمر سليمان تيارات عديدة محلية واقليمية مما يجعلنا نستبعد الوفاة الطبيعية والميل اكثر باتجاه جريمة القتل المتعمدة والمحترفة.
***
يوما بعد يوم تتلاشى احلام المصريين وتتبخر طموحاتهم في خطة الـ 100 يوم المزعومة، فلقد مر اكثر من ثلثها ولم نر انجازا واحدا على ارض الواقع، وبالامس فقط اعلن عن اسم رئيس الحكومة، كل ما رأيناه او بالاحرى سمعنا عنه هو مشروعات شعبية اشبه ما تكون بالنشاط الكشفي مثل حملات النظافة الشعبية لتنظيف الشوارع والاحياء ودعوات لترشيد الاستهلاك كان اخرها طلب الرئيس من الشعب فصل الكهرباء ساعتين يوميا، اين وعودك يا د.مرسي؟ وأين الخطط الاستراتيجية والبعيدة عن الاجتهادات الشخصية؟ لا نريد استباق الاحداث وننتظرك بعد مرور الـ 100 يوم لتقدم للشعب المصري كشف حساب مفصلا بخصوص ما تم انجازه من الوعود الانتخابية.
اختيار د.هشام قنديل لرئاسة الوزراء جاء صادماً وعلى خلاف التوقعات والوعود التي قطعها الرئيس على نفسه وأهمها أن يكون رئيس الوزراء شخصية عامة مشهوداً لها بكفاءتها ولها قبول شعبي، اتمنى الا تكون لحية د.هشام قنديل هي اهم مسوغات تعيينه، وان كان بعض الخبثاء يرددون ان قنديل سيكون رئيسا لحكومة لن يشكلها ولكن ستشكلها جماعة الاخوان المسلمين من اعضاء حزب الحرية والعدالة وبالتالي ستكون دعوات الرئيس لترشيد الكهرباء مجرد كرسي في الكلوب حتى لا يرى الشعب التشكيلة الجديدة للحكومة والتي ستكون متجانسة جدا على مستوى الجماعة وحزبها. الطريف أن د.هشام قنديل عضو لجنه السياسات بالحزب الوطني منذ عام 2003 وهو خبير في المياه ومواردها ويأتي على رأس وزارة في دولة اقتصادها ينهار حقاً الاخوان والحزب الوطني ايد وحده.
خلاصة الكلام: وقال نيكيتا خروتشيف: السياسيون متشابهون في كل مكان، فهم يعدون ببناء جسور حيث لا توجد انهار.
قال ونستون تشرشل: حين تصمت النسور، تبدأ الببغاوات بالثرثرة.
[email protected] - @osamadeyab