بقلم: أسامة دياب
على مدار الفترة التي عاصرتها من عمر جماعة الإخوان المسلمين، سواء بالاحتكاك المباشر مع بعض فصائلهم أو من خلال المتابعة الحثيثة لما يحدث على الساحة السياسية المصرية، لاحظت أن الجماعة ارتكبت خطايا ثلاثا أسقطت عنها ورقة التوت وكشف للمصريين والعرب وجهها الحقيقي وأجهضت شعبية اجتهدت في بنائها القيادات السابقة للجماعة على مدار أكثر من 80 عاما.
الخطيئة الأولى كانت حينما تخلت الجماعة عن خطها الدعوي بانخراطها في العمل السياسي بنهج ميكافيللي تبرر غايته الوسيلة، فأزاحت الأطماع السياسية منهاج الدعوة وأفقدت أساليب السياسة مصداقية الدعاة.
وتمثلت الخطيئة الثانية في استغلال الجماعة لحالة الفراغ السياسي في مصر بعد ثورة 25 يناير للسيطرة على مفاصل الدولة بعيدا عن المشاركة والتوافق الوطني لتنفيذ أجندات خاصة فكان الفشل على كل الأصعدة نتيجة حتمية.
أما الخطيئة الثالثة فكانت التحريض المتعمد على سفك الدماء فور اختلاف الرؤى وتباين الآراء وخصوصا بعد بيان القوات المسلحة الذي انحاز فيه للشرعية الشعبية واستجاب لمطالب الشعب.
كشفت الأحداث الدامية الأخيرة في محيط دار الحرس الجمهوري عن بعد آخر للمعادلة السياسية في مصر حيث تسعى الجماعة إلى توريط القوات المسلحة من خلال استدراج أفرادها لمواجهة لا يرغب فيها الجيش في محاولة أخيرة يائسة لكسب تعاطف الغرب ونقل المزيد من المشاهد المشوهة والمبتورة عن حقيقة ما يحدث في مصر للإعلام الغربي وكأنهم أعادوا استنساخ الإعلامي أحمد سعيد.
حقيقة الأمر، أن ما يحدث يا سادة ليس انقلابا عسكريا ولا تقويضا للشرعية ولكن إنقاذ لمصر واستجابة للإرادة الشعبية، فالجيش ساند شعب اختار مواجهة جماعة أثبتت التجربة السياسية فشلها في إدارة البلاد على مدار عام كامل.
ما كشفه الكونغرس الأميركي بخصوص وثيقة سيناء كوطن بديل للفلسطينيين مقابل 8 مليارات دولار، فضلا عن مليار ونصف مليار دولار دفعت لدعم الاخوان في الانتخابات السابقة فضيحة بكل المقاييس، توضح كذب الشعارات التي رفعتها الجماعة مثل «على القدس رايحين شهداء بالملايين» وبينت بما لا يدع مجالا للشك عن هوية من يستقوى بالغرب ويعقد معه الصفقات المشبوهة.
الحالة الهستيرية الموتورة التي يظهر عليها قيادات الجماعة بدءا من مرشدهم وصولا إلى كل الأصوات النشاز التي تهدد وتتوعد بسفك الدماء تحمل للمصريين بشائر الخير فالجماعة تلفظ أنفاسها وتلعب بورقتها الأخيرة، لأنها على يقين أن طي صفحتها في مصر سيحمل كلمة النهاية لوجودها في مختلف أقطار الوطن العربي.
خلاصة الكلام: لا أعلم كيف يجهل من يرفع شعار الدين «حرمة دم المسلم والتي هي أشد وأكبر عند الله من حرمة الكعبة»، كما لا أعلم كيف لا يقرأ شباب الاخوان الواعي المثقف المشهد السياسي جيدا، بالله عليكم استفيقوا يرحمكم الله.
osamadeyab@
[email protected]