قد يختلف قياديو المؤسسات الحكومية في أداء واجباتهم والمهام الموكلة إليهم من شخص الى آخر ولكن نجزم بأن هناك قاسما مشتركا يلتقون فيه، وهذا القاسم هو مؤشرات النجاح وتحقيق الأهداف المحددة لهم وفقا للاختصاصي.
ولعل غايات الغايات هو أن كل المؤسسات الحكومية أنشئت لخدمة المواطنين وتقديم أفضل ما يجب تقديمه لهم ولعل النجاح والفشل يظهران من خلال الممارسات الوظيفية فإما ممارسة وظيفية تتفق مع صحيح القانون والنظام وفي هذه الحالة سنرى ان الرسم البياني للأداء الجيد يتجه نحو الأعلى والرضا الوظيفي والمجتمعي يظهر على محيا الموظفين والمراجعين في آن واحد، فإن لم تكن سمة النجاح هي المسيطرة فإننا سنرى بكل تأكيد علامات الإحباط والفشل غير المبرر.
يتبين من خلال الممارسات الحقيقية من قبل العاملين في مؤسسات الدولة أن النجاح له مؤشر والفشل له نمط معين من السلوك الخاطئ فكل رسم بياني يرتفع الى الأعلى دليل على نجاح من يؤدي الوظيفة والعكس صحيح كل أداء ينحدر الى الأسفل له دلالة واحدة هي الفشل، ولا تعتقد أن القائمين على المؤسسات الحكومية يرغبون في ولوج قاطرة الفشل بل يبحثون عن النجاح، ولعل مؤشر الرضا الوظيفي والمجتمعي يظهر بشكل جلي على وجوه الموظفين والمراجعين في آن واحد فإن لم تكن سمة النجاح والرغبة فيه هي الغاية المسيطرة على سلوك العاملين في تلك المؤسسات الحكومية فإن مسار الفشل هو الطريق الأخطر وستظهر بكل تأكيد علامات الإحباط والفشل غير المرغوب فيهما، وستكون محطة بارزة للأعيان تؤدي الى سلوك غير محبب وسيترك أثرا سيئا في نفوس الجميع من المراجعين لطلب الخدمة أو الموظفين أنفسهم وحيث ان الموظف في الأصل خادم للأمة وليس متعاليا عليهم ونائبا عن الدولة في شرح وتطبيق القوانين والأنظمة، فإننا نتوقع نجاحا يرضي الجميع ومن المفيد أن نبين كمثال، لماذا خصصنا ذكر وكيل وزارة الصحة من أمثلة النجاحات، حيث انني راجعت وزارة الصحة لأخذ موعد لمقابلة الوكيل فأفادني الذي في مكتبه بأن الوكيل خصص يوما في الأسبوع لاستقبال أعضاء مجلس الأمة، وكذلك المراجعون في ديوان الوزارة وبالفعل ذهبت الى ذلك المكان فرأيت جمعا كثيرا من المراجعين، وكذلك بعض أعضاء مجلس الأمة يقابلون هذا الرجل بشكل مباشر بعيدا عن الأبواب المغلقة ويستمع لكل مراجع برحابة صدر وبشاشة تعلو محيّاه، وعند ورود دوري للمقابلة وجدت رجلا يحسن الاستماع ويعرف ما يقوم به من عمل ويعطي كل مراجع اهتماما خاصا يشعره بأنه محل تقدير بما يطلب ولعل خلقه العالي يجعلنا نطلب منه وبشكل خاص أن يأخذ في الاعتبار ان جميع المراجعين طرقوا كل أبواب الجهات الرسمية في وزارته ولم يوفقوا مما يجعلهم يلجأون إليه مباشرة، ونحن نعتقد أن هناك خللا يحتاج إلى معالجة، وقد تكون أساليب المعالجة بحاجة ملحة لإعادة بعض الهياكل التنظيمية أو تطوير المسارات الوظيفية أو وجود فراغ تشريعي ولكن نعلم أن هناك تشابكا في الاختصاص يؤدي إلى عدم تحديد المسؤولية تحديدا واضحا، ولكن خلاصة الأمر نطالب كل وكلاء الجهات الحكومية بأن يحذوا حذو وكيل وزارة الصحة فيما يقوم به من عمل مميز، ومقابلة جموع المراجعين سنّة حميدة.
وله كل الشكر والتقدير.