قرأت في جريدة «السياسة» الصادرة في يوم الأربعاء الموافق 2015/2/4 صفحة 27 تحليلا إخباريا للوضع في اليمن من وجهة نظر حزب الرئيس السابق صالح يقول فيه عادل الشجاع أحد قياديي المؤتمر الشعبي في اليمن إن كل القوى السياسية في اليمن عبارة عن قوى كرتونية، ولعل من المناسب أن نعرف وبشكل بسيط معنى كرتون «الكرتون هو وعاء ضعيف لا يعتمد عليه في مقاومة الصدمات» وبالتالي فإن تشبيه عادل الشجاع للقوى والأحزاب في اليمن بأنها كرتونية هو تعبير حقيقي عن ضعف الأحزاب في العالم الثالث الذي كان قدرنا ومازلنا جزءا منه، فما ذهب اليه هذا القيادي من قدح للذات أتى متأخرا بسنوات ضوئية وبعد أن نخر الخراب في كل مناحي الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية في بلاد اليمن الذي كان سعيدا في سنوات ما قبل 1962، فعندما يعترف قيادي في حزب صالح بانهيار القيم والأخلاق والمبادئ جراء التطاحن ما بين الاحزاب والقوى السياسية المهترئة التي لا هم لها إلا القضاء على البقية الباقية من شموخ اليمن وحضارتها وتطويع الشعب اليمني ليقبل بأن يكون مطية لأفكار حزبية لا يعرف اليمنيون كنهها أو غاياتها، فالقتل والدمار أصبح غاية بدلا من التنمية وبناء الانسان اليمني الذي يحمل ارثا تاريخيا مجيدا يعانق عبق التاريخ ومن خلال الأنظمة الحزبية أصبح المواطن اليمني يصارع الحياة ليحصل على لفة قات تأخذه فترة وجيزة عن واقعه المزري، يحق لنا في الكويت أن نتساءل: هل الأحزاب في الوطن العربي والعالم الثالث والكويت على وجه الخصوص ينطبق عليها وصف قيادي حزب صالح (أحزاب كرتونية)؟ اللهم احفظ صاحب السمو الأمير المفدى وولي عهده الأمين من كل شر ومكروه لأنهما جنّبا الكويت شرور التشرذم الحزبي المزري.