الرقص يحدث دائما عندما تعم الأفراح في مجتمع ما، وهو نوع من أنواع البهجة والسرور، لكن ما يحدث خلال الفترة الأخيرة في الوطن العربي تحديدا والعالم الآخر يشير إلى تغير أنواع الرقص وأنماط سلوك البشر، حيث تغيرت مفاهيم البهجة في الوطن العربي تحديدا والعالم بشكل عام.
نحن هذه الأيام وبعد زمن ليس بالقليل فرض علينا مسلك مشبوه غايته، تغير ثقافة الرقص، وصرنا نرى البعض يفرح ويكون مسرورا حينما يقوم نفر أو مجموعة من البشر بالرقص بعد القيام بذبح أو قتل مجموعة من الناس، والغريب أن هذه الرقصات تؤدى بشكل من الابتهاج، فعندما تستباح الأعراض ويمثل بالجثث ويفصل الرضيع عن والدته ويتم حرق الناس أحياءً، وهي في الأصل مشاهد تقشعر لها الأبدان، نرى أن هناك من يقوم بمثل هذا الأداء القذر ويرقص على أشلاء البشر.
كأن هؤلاء البشر نزع منهم الحياء والرحمة وتحولوا إلى وحوش تستمتع بمناظر القتل والدم والهدم وترقص ابتهاجا، ما يجعلنا نعجز عن أن نجد لمثل هذا العمل تصنيفا، إلا أن الأمر أسند إلى غير أهله وأصبح كثير من العقلاء في حيرة من أمرهم، فساروا بجانب "الساس".
والأدهى من ذلك أن بعض البشر يرغمون على الرقص على جثث أبنائهم وذويهم، وللإمعان في قهرهم يُطلب منهم تمجيد الطغاة من خوارج هذا الزمن وأصحاب الملل المنحرفة على أفعالهم المشينة، وتحويلها إلى أفعال سلوكية راقصة، فعندما ترى مدفعا راقصا بعد خروج قذيفة القتل فإنه يرقص ليس فرحا وإنما على جهالة من مارس هذا العمل المخزي من طوائف وملل وخوارج وجهلة وأتباع مناهج فاسدة، قدر لها أن تعبث بأمن الناس، ولولا وجود عقلاء يدفعون الباطل بالحق لرقصت كل مكونات الأرض بما فيها من جبال راسيات.
اللهم آمنا في أوطاننا وأدم علينا نعمة الأمن، واكفنا شر الأشرار والمفسدين في الأرض، ورد كيد من يقاتل بالإنابة ويحرق بالإنابة.. واحفظ اللهم قادة دول الخليج وانصرهم على من عاداهم.