ما سأخطه بقلمي في هذه السطور كلمات محب لرجل قيل عنه الكثير، واختلف حوله الكثيرون على مسرح الأحداث، وكنت أرقبه صامتا عند كل مشهد ومتحمسا له مع انكشاف المواقف عند كل قضية، ومساندا له لأنه رجل دولة، وأعلن هذا اليوم بعين البصر والبصيرة.
لقب بأنه قائد المرحلة، فلم يتكبر كغيره، بل تواضع واستمع وخرج مع كل تجربة بانتصار، ما جعل خصومه في حالة جدل، سواء في حضوره او غيابه، وان كل انجاز دائما يعرضه للهجوم غير المبرر من البعض وهذا ظلم تحول الى نصر وانتصار كانوا يصفونه بأنه وزير التأزيم وبأوصاف أخرى أجده أكرم وأطهر من أن أذكرها لأنها تفتقد لأي رصيد من المصداقية، فعلى سبيل المثال فإن الاتهام له بسرقة «هاليبرتون» أبطله القضاء بإعلان براءته وصفع مناوئيه بصك الطهر والعفاف! ومع كثرة الألقاب التي وصف بها جاءت الوقائع عكسية، فالاتهامات الظالمة التي أطلقوها عليه بعدم حيازته القبول من الشعب الكويتي، رد عليها بخطى الواثق فنزل الشارع وتلمس هموم الشعب عن قرب وتميز عن غيره بتبني القرارات بشجاعة والتنفيذ بجرأة، ما أكسبه شعبية طاغية، وبنظرة لاستقبالاته في المناسبات نجد جميع فئات الشعب يشاركونه ويلبون دعوته، فماذا يعني هذا؟ ولمَ هذا النجاح، وهذا الحب المتبادل مع قطاعات الشعب؟ اعرف مسبقا ان كثيرا من الناس يرون انه ابن الشهيد وهو وارث لشعبية مبثوثة في عقول الكويتيين تخص والده ـ طيب الله ثراه ـ وهذه حقيقة لا نهمشها ولكنني أقول: هذا الرصيد والنجاح والقبول ما كان ليتحقق لولا ان وراءه صبرا وجلدا وحكمة وهي خصال متمكنة في شخصية غير عادية لها حضورها الطاغي في خضم الأحداث نتيجة خبرة تراكمت مع توليها في المجالات المختلفة: الرياضي والسياسي والاجتماعي صنعت منه نجما في القيادة السياسية والرياضية والاجتماعية في الكويت بل وخارج الكويت.
لقد اجتمعت في أخي الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح ـ نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان، خصال قيادية وظفها بإخلاص وتجرد في حب وطنه وشعبه، وكان بحق أنموذجا لامعا، خاصة انه من أبناء الأسرة الحاكمة الذين يؤمنون بالتمسك بالدستور.
إن حراك أخي الشيخ أحمد الفهد، حراك مشروع. ورثه عن والده الشهيد فهد الأحمد ـ رحمه الله ـ وأثبت لمن حوله ان «من شابه أباه فما ظلم» وانه «شبل من ذاك الأسد»، نعم لقد حقق النجاح تلو النجاح، ومع ذلك لم يزعم لنفسه شيئا، قدم رؤيته وأنجز المهام الموكلة له فكان بحق إنسانا ملتزما بالمثل والقيم التي تربى عليها وأثبت انه رجل دولة يحتاجه مسرح الأحداث وتنتظره ساحتها الكبيرة
لا يصلح الناس فوضى لا سراة له
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فإن تولت فبالأشرار تنقاد
إن السر في كاريزما الشيخ احمد الفهد هو حب الأكثرية الصامتة له وإعجابها بمسيرته وشخصيته، فحقق بها لنفسه نصرا حقيقيا في عالم المتغيرات الكويتية ولعلي هنا لا أكون مبالغا اذا قلت: انه ظاهرة فريدة على مستوى القيادات، والله من وراء القصد والعالم بالسرائر.
هذا هو أحمد الفهد.. وهكذا يكون الرجال.