يُبه حمد.. يا تاج راسنا يا حبيبنا يا حمد سليمان الوقيان.. وينك..؟ يابوناصر وينك..؟ خلاص.. قررت الرحيل.. فرحلت؟ آه يا يُبه آه يا أغلى الناس.. علمتنا أنا واخوتي معنى الحب وعلمتنا أصول الوفاء والصدق فكنت نعم الأب، علمتنا أن نتكاتف وعلمتنا كيف نحترم الآخرين وبعضنا بعضا وكيف ألا نيأس من رحمة الله سبحانه وتعالى، كنت نعم المربي الفاضل، علمتنا الصبر وعلمتنا قهر الصعاب والاعتماد على النفس فكنت نعم الأستاذ، علمتنا الإيمان بالله سبحانه وعلمتنا تعاليم وفروض الإسلام وحفظتنا الآيات القرآنية ونحن صغار والأحاديث النبوية فكنت نعم شيخ الدين لنا.
يُبه حمد.. لم تجدنا بمشكلة يوما إلا وكنت أول من يبادر بحلها، لم نشتك يوما من ضيقة إلا كنت أول الواقفين من البشر معنا، لم نأتك يوما بمشورة إلا وكنت المستشار الصادق والعاقل والحكيم.
يُبه حمد.. نحن مؤمنون بالله سبحانه وبقدره ونشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا رسول الله ونعرف أن الموت حق ونعلم أن لكل انسان أجلا مسمى، لكن نقول كما قال نبينا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، تلك أمور لا نملكها نحن البشر فهي أحاسيس وعواطف ليست بأيدينا.
يُبه حمد.. عندما ننظر الى الباب اليوم نتخيل دخلتك علينا بابتسامتك المعهودة وعندما ننظر إلى الهاتف اليوم نتوقع اتصالك في أي لحظة وعندما نجلس على الغداء نتوقع جلوسك على المائدة.. فمكانك خال يا يُبه.
يُبه حمد.. اسمك موجود بهواتفنا النقالة.. فمنا من كتب عندما يرن هاتفنا «حبيبي أبوي» ومنا من سجل اسمك «أبوي عمري» ومنا من سجل «بابا حمد» فماذا نفعل اليوم بعد رحيلك؟ هل نمسح اسمك من سجل الهاتف؟ لا والله.. هل نغير الاسم؟ لا والله.. فاسمك سيبقى بقاء الروح بالجسد فينا، فأنت رحلت بجسدك لكنك باق معنا بكل ذكرياتك الجميلة التي قضيناها معك.
يُبه حمد.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد روحك بالرحمة وأن يدخلك الجنة من أوسع أبوابها وأن يغفر لك ويرحمك برحمته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة إنه سميع مجيب، وأن يلهم إخواني وأخواتي وأهلي جميعا ويلهمنا وإياهم الصبر والسلوان.
من الفرية: علمتنا كل الأمور التي ذكرناها لك.. لكنك لم تعلمنا كيف نرثيك بعد وفاتك.. لذلك لن نرثيك، فكيف نرثيك؟ وكيف نرثي أبا موجودا بداخلنا ولا يفارقنا لحظة؟ لا لا لن نرثيك يا أغلى الناس لن نرثيك، وستبقى في قلوبنا وعقولنا.
[email protected]