في كل مناسبة سواء كانت مؤتمرا أو ندوة أو حلقات نقاشية خارج البلاد أدافع عن شباب وطني وقدرتهم على تحدي الصعاب، وعندما يتم سؤالي عن الكويت أقول مادام الشباب بخير فمستقبل الكويت بخير، وكثيرا ما كنت أستشهد بإنجاز غير مسبوق في المنطقة ألا وهو «الحكومة مول».. تلك الفكرة والحلم الذي أصبح حقيقة، ولعلم القارئ العزيز فإن إنجاز الحكومة مول تم على أيدي مجموعة من الشباب الوطنيين الطموحين وعلى رأس هؤلاء الشباب الشيخ عبدالله إبراهيم الدعيج، هذا الشاب الذي التقيت به بعد هذا الإنجاز الحكومي (الحكومة مول) عام 2007، ودخلت مبنى الحكومة مول منتصف العام نفسه وكان كل من يدخله يتبادر إلى ذهنه سؤال مهم: هل من قام بهذا الإنجاز شركة أجنبية متخصصة؟ وكان الجواب يأتي ليصيبنا بالدهشة والفخر: «لا.. لا.. لا، أبدا.. إنهم مجموعة من المواطنين الشباب يتبعون مجلس الوزراء ووزارة المواصلات، لكنهم تحدوا الصعاب وتغلبوا على كلمة «ما يصير وما نقدر».
ومنذ أيام فوجئت بخبر في إحدى الصحف عن أن الشيخ عبدالله الدعيج والأخ سعد القحص والأخ سليمان المطيري يقدمون استقالاتهم من لجنة الحكومة مول.. لماذا؟ لوجود تدخلات من بعض قيادات وزارة المواصلات في عملهم، وأنا أقول لهذا القيادي الذي يتدخل في عمل هؤلاء الأبطال كان من المفترض أن تساعد وتساند أفكار هؤلاء الشباب لا أن تتدخل في عملهم، وأعتب هنا على وزير المواصلات لعدم حسم مثل هذه التدخلات وأعاتبه أيضا على عدم الاجتماع باللجنة ومناقشة من قدموا استقالاتهم فيها حول ما دعاهم لذلك، ولو كنت مكانه لحاولت معهم بكل الطرق كي يرجعوا عن استقالاتهم لا أن أترك الأمر هكذا وبالتالي نفقد عطاء هؤلاء الشباب الذين يتميزون بالطموح والإخلاص والقدرة على الإبداع والذين تحقق على أيديهم ذلك الانجاز.. الوحيد.
من الفرية: يقول الشاعر فهد بورسلي رحمه الله: «مثل الحمامة فرخها بالبيضة... وعند طيرانه تنكره وتعافه».
فلا تنكره ولا تعافه يا وزير المواصلات، وأدعو الشيخ عبدالله الدعيج وكذلك الأخوان سعد القحص وسليمان المطيري للعودة عن استقالاتهم، فالكويت أكبر من هذا.. القيادي!
[email protected]