كانت هناك قرية صغيرة يتصف شعبها بالطيبة، وكان هناك رجل اسمه «صالح» واشتهر بين الناس بحكمته وحسن خلقه الى ان وصل صيته الى حاكم القرية.
وفي ذات يوم دعاه الحاكم الى قصره لتناول الطعام عنده، وعند تناولهم الطعام انسكب قدر الحساء على ثوب الحاكم، فاستاء الحاكم مما جرى، فقال له الرجل الحكيم: انه خير ان شاء الله، فتعجب الحاكم من قول الرجل فأمر بحبسه.
وبعد مرور عدة ساعات امر الحاكم بإخلاء سبيل الرجل وان يحضروه له، فلما حضر الرجل قال له الحاكم: اتذكر الحساء الذي انسكب على ثوبي عند العشاء؟
فقاله الرجل: نعم اذكر، فقال له الحاكم: لقد اكتشفت انه قد وضع لي سما بالحساء، وسأعطيك وساما امتنانا مني لك، فلما اراد الحاكم وضع الوسام للرجل تعثر بثوبه وسقط على الأرض فانكسرت يد الحاكم، فقام الحراس باستدعاء الطبيب فقام بعلاج الحاكم، فقال له الرجل الحكيم: ان الأمر الذي حدث لك خير ان شاء الله، فثار الحاكم وقال لحرسه اسجنوا هذا الملعون.
وفي صباح اليوم التالي ذهب الحاكم في رحلة صيد مع حراسه، وفي الليل رجع الملك وحيدا الى قصره، فرآه حرس القصر وادخلوه لكي يرتاح، وفي اليوم التالي استدعى الحاكم الرجل وقال له: لقد ذهبت بالأمس مع حرسي الى رحلة صيد وتعرضنا لهجوم من احدى القبائل آكلة لحوم البشر فأخذوا جميع حراسي وتركوني لأني مصاب لأنهم لا يأكلون البشر المصابين.
فارجوا منك ان تطلب مني ما تشاء فطلب الرجل بأن يعود الى بيته واسرته لأنهم لم يأكلوا شيئا منذ يومين لأنه هو المعيل الوحيد لأسرته.
ثم امر الحاكم بإعطاء الرجل خروفا ليأكله هو وأسرته، وعندما وصل الرجل الى بيته قالت له زوجته: اين كنت فإننا لم نرك منذ يومين؟ فقال لها: لقد كنت عند الحاكم في قصره وقد اهداني هذا الخروف لكي نأكله، وعندما هموا ليأكلوا الطعام سمعوا طرقا على الباب، فلما فتح الرجل الباب وجد رجلا رث الثياب، فقال له من انت؟ فرد عليه الرجل: انني كنت مسافرا وقد مررت ببلدتكم.
فادخله الرجل وقام بإعطائه الطعام، فأكل الرجل الطعام ولم يتبق منه الا القليل، وعندما رأت زوجة الرجل الطعام قالت له: لقد أعطيت هذا الرجل طعامنا ونحن لا نملك غيره، فقال لها: انه خير لنا ان شاء الله، فتعجبت الزوجة من كلامه، وفي الصباح اراد الرجل الرحيل فسمح له الحكيم بذلك، وبعد رحيل الرجل بفترة قصيرة ارسل الحاكم يطلب الرجل الحكيم، فلما وصل الى القصر رأى الرجل الذي كان عنده بالأمس، فتعجب وقال له: ألست الرجل الذي أتاني بالأمس؟ فرد عليه: نعم انه انا، انني حاكم البلدة المجاورة لكم وكنت في رحلة اليكم فأصابتنا رياح شديدة ولم أجد شخصا يساعدني غيرك، فقال الحاكم للرجل الحكيم انني اريد ان اجازيك على فعلتك لقد عينتك مستشارا للبلدة، وامر بإعطائه بيتا جديدا وتلبية جميع احتياجاته.. (منقول)
من الفرية: اذا سألت واحدا عن وضعه ومكانته وجاوبك.. أنا امشي تحت الساس.. فان من يكون تحت الساس هو «النادوس» وان رد عليك وقال: لالالا انا فوق الساس.. فانه «عتوي».. والمفترض ان يجاوب «ما انا الا ما اعطاني الله سبحانه».
[email protected]