نعلم ان الحرم الجامعي له قدسيته المانعة من الاقتراب منه او حتى المساس به فضلا عن ان العاملين به من الاساتذة هم صناع مستقبل الطلبة، وخبراء في الحياة يجب احترامهم وأن نكن لهم الإجلال والتقدير، فهذا الحرم خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه او حتى المساس به، فالتدريس مهنة سامية وإنسانية لا يجوز ان تكون عرضة لأي اعتداء، فظاهرة العنف داخل الحرم الجامعي بل ان ثقافتها أصبحت دخيلة على مجتمعنا ذي المبادئ والأعراف القبلية التي تتميز بالاحترام والتقديس، ولعل ما جعلني اسرد تلك السطور سالفة الذكر ما قرأته في احدى الصحف اليومية وأصابني بدهشة وصدمة من تعد على عضو هيئة تدريس بكلية العلوم الاجتماعية من قسم علم النفس.
فالواقعة كما قرأتها يوم الخميس الموافق 27/5/2010 أنه أثناء قيام عضو هيئة التدريس بإلقاء محاضرته في مادة علم النفس لاحظ ان هناك طالبتين منشغلتين بالحديث الجانبي، الامر الذي جعل عضو هيئة التدريس يلفت انتباههما الا ان عدم اكتراثهما بهذا التنبيه دعا الدكتور إلى ان يطلب منهما مغادرة قاعة المحاضرة بهدوء، فقامت احدى الطالبتين بالانصراف بهدوء، اما الأخرى فبدأت بالاستهزاء والتذمر واستخدام الفاظ غير لائقة، الامر الذي جعل الدكتور المحاضر يوجه لها إنذارا بأنه سيضطر إلى حرمانها من الامتحان النهائي وبعد انصرافها استرسل الدكتور المحاضر في القاء محاضرته إلا انه فوجئ بشخص يقرع باب القاعة عليه ويطالبه بالخروج منها، فإذا به شقيق الفتاة التي كانت متواجدة آنذاك بالممر وعندما حاول الدكتور المحاضر افهام شقيق الطالبة المخطئة ما حدث من شقيقته إلا أنه فوجئ بشقيق الطالبة يوجه إليه اللكمات والضربات اليه، الامر الذي اصابه باصابات بدنية الحقت به اضرارا.
واقول هل من حق شقيق الطالبة دخول الحرم الجامعي وهو ليس بطالب؟ هذا السؤال لابد من اجابة عنه من رئيس الجامعة المسؤول عن النظام بها فضلا عن مسؤولية حرس الجامعة أيضا، فالمنظومة الأمنية بالجامعة أصبحت ضعيفة جدا واصبح من حق غرباء الدخول إليها وهو ما ينذر بحدوث حوادث شديدة أخرى في المستقبل.
أعود وأقول ان ما حدث من الطالبة من استهزائها واستخدامها ألفاظا غير لائقة بحق أستاذها يوقعها تحت طائلة قانون الجزاء الذي أفرد نصا في مادته 134 من قانون الجزاء والتي سطر فيها «لكل من اهان بالقول او الاشارة موظفا عاما اثناء تأدية وظيفته او بسببها» وأفرد المشرع الجزائي عقابا بالحبس مدة لا تجاوز ثلاثة اشهر، ولا شك ان ما بدر من الطالبة من جهرها بألفاظ غير لائقة واستهزائها بمعلمها يوقعها تحت طائلة عقاب تلك المادة، فضلا عما بدر من شقيقها من تعد سافر على أستاذ جامعي له حصانته المانعة من الاقتراب منها، فالمشرع الجزائي لم يقف مكتوف الأيدي بل جرمها بنص المادة 135 منه «كل من تعدى على موظف عام أو قاومه بالقوة والعنف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها» يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة، إلا أنني أطالب فضلا عن العقوبة الجنائية التي توقع على الطالبة بأن تحول الطالبة إلى لجنة النظام التي تشكل برئاسة عميد كلية الحقوق للنظر في تلك المخالفة المرتكبة من الطالبة لوضع العقوبة التأديبية المناسبة عليها حتى تكون عبرة لمن تسول له نفسه إتيان هذا الفعل مستقبلا، وليكون الحرم الجامعي مكانا مقدسا لا يجوز المساس أو الاقتراب منه.
وفي النهاية، أطالب المنظومة الأمنية بالجامعة بأن تصدر هويات ذكية للطلبة والعاملين ايضا بالحرم الجامعي وذلك حتى تتفادى الجامعة دخول غرباء فيها وحتى يكون للجامعة والحرم الجامعي الهيبة والقدسية الواجب توافرهما فيهما لاسيما ان تلك الجريمة مقززة ومرفوضة ومن مصلحة الجميع التكاتف بالتشدد في معاقبة مرتكبها ليكون عبرة لغيره من المستهترين في المستقبل.