مقالي الذي اسطره ليس تأليفا لقصة أو اختراعا لموضوع وإنما لواقعة حدثت بالفعل في مجتمعنا المليء بالاحداث المثيرة ولعل أبلغ عنوان لهذا المقال هو «لا تأمن لزوجتك.. وإن طالت عشرتها» فالمشهد الأول لهذا المقال يتلخص في أن وافدة عربية قدمت للبلاد معها طفلها بزيارة عائلية عام 2007 حيث كان زوجها متواجدا في البلاد إلا أن سلوكه المعوج جعله نزيل أحد السجون لاتهامه بجريمة خيانة أمانة وبعد قضائه للعقوبة أبعد عن البلاد – وبدلا من أن تعود زوجته معه فضلت البقاء لتصريف أعمال زوجها التاجر وتصفية أعماله وبيع شاحناته إلا أن المقام لها في الكويت طاب فضلا على ذلك فانها فهمت سر الصنعة فقررت البقاء – أما المشهد الثاني فيبدأ حيث بدأ الزوج في بلده يساوره القلق في عدم لحاق زوجته به لاسيما أن بعض المقربين أوصلوا له أن نشاطها في التجارة ذاع صيته وأصبح يشار إليها بالبنان وساعدها في ذلك أسلوبها التجاري الذي أبهر من تعامل معها، ما جعلهم يتنافسون لمساعدتها وتذليل الصعاب أمامها – حينها جن الزوج وراح يتوسل اليها أن تعود إليه لتلهفه لرؤية أولاده الذين تركهم صغارا بحضانتها إلا أن طلبه هذا ضرب به عرض الحائط وأبت العودة وقررت أن تعيش مع أولادها – يئس الزوج من إقناع زوجته أم أولاده بالعودة إلى عش الزوجية إلا أن قريحته راحت تتفتح على فكرة «جهنمية» حصل بموجبها على فيزا للعمل في السعودية وعنها استقر له المقام وطلب منها اللحاق به إلا أنه فشل في تليين دماغها – فقرر المضي قدما في خطته انتقاما منها لأنها استولت على حلاله ومنعته من رؤية أولاده – فاتفق مع سائق شاحنة لنقل بضائع من السعودية للكويت أن يهربه في شاحنته مقابل مبلغ مالي ونجح في إدخاله الكويت حيث استقر المقام به عند أحد أصدقائه في منطقة خيطان ونجح في الوصول إلى رقم هاتف زوجته واتصل بها طالبا رؤيتها ورؤية أولاده – المشهد الأخير – لم تكن الزوجة وفيّة لزوجها وتتلهف لرؤيته بل أخذت أولادها إلى حيث مخفر الفروانية تناشد المسؤولين إيقاف تهديد زوجها لها تلفونيا وبعد رصد احدى مكالمات الزوج لها طار رجال المباحث حيث يقيم وتم القبض عليه والإمساك به واعترف الزوج بدخول البلاد بطريقة غير مشروعة لرؤية أولاده وامرأته التي سلبت حلاله - تلك هي القضية التي بطلتها الزوجة التي بدلا من أن تلم شمل الأسرة راحت للإبلاغ عن زوجها التي سلبت حلاله – لذا صدق المثل القائل «لا تأمن لزوجتك وإن طالت عشرتها» فهذا مثال حي لإنكار الجميل من زوجة لزوجها فبدلا من الوقوف بجانبه في محنته ومساعدته تنصلت منه ومنعته من رؤية أولاده بل واستولت على حلاله – ولعل المنظار القانوني لهذه الواقعة يفرض نفسه – فلا شك أن الزوج دخل البلاد بطريقة غير مشروعة عملا بالمادتين 1، 4 من القانون 17 لسنة 1959 بقانون إقامة الأجانب وقد أفرد المشرّع عقوبة السجن مدة لا تزيد على ستة أشهر عملا بالمادة 24/5 من ذات القانون ولا يفوتنا أن نشير الى أن المادة 12 مكرر من ذات القانون حظرت إيواء أو إسكان أو استخدام أي أجنبي تكون إقامته غير مشروعة وهو ما عمد إليه أصدقاء الزوج من استضافته وهو الأمر المعاقب عليه بالمادة 24/5 من ذات القانون بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر فضلا عن اتهام الزوجة له بتهديدها بإلحاق أذى بها وهو الأمر المعاقب عليه بالمادة 173 من قانون الجزاء وهي التي أفرد فيها المشرع عقوبة الحبس مدة لا تجاوز سنتين.
وفي نهاية مقالي أو بالأحرى القصة أقول انه صحيح دخول الزوج للبلاد تم بغير الطرق القانونية المشروعة إلا أنه – كان على الزوجة أن تقف بجانبه وتساعده لا أن تتخلى عنه لاسيما أنها استولت على حلاله فضلا عن انها منعته من رؤية أولاده الذي حرم منهم طيلة وجوده في بلده قبل وصوله إليهم، كل هذا يجعلنا نقول: إياك وزوجتك وإن طالت عشرتها لاسيما إن كانت (.....) الأصل، لذا التمس من القارئ إضافة الكلمة التي بين القوسين.
www.riyad-center.com