مصر هي الأم التي تربينا على يدها فمنها اقتبسنا الوطنية عبر التاريخ الذي عرفناه منها، فلمصر في قلوبنا وقع مختلف ونكهة خاصة، ما حصل للأم الأيام السابقة أثار الشجن في نفوسنا وتألمنا لما حصل، نحن مع الشعب في رغبته في ايجاد الحلول لما يعانيه، مع الشعب حين يريد التحرر من الفقر والجهل، مع الشعب حين يسعى للقضاء على البطالة وتحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي، مع الشعب حين يريد تعديل الاوضاع الخاطئة. لكننا ضده حين يبكي الأم، حين يحرق البلد، حين يدمر الخدمات، فالمخاطر المحدقة بمصر الآن تتطلب تعاونا من الجميع تنتهي به الاجندات الخاصة والحزبية وتتوحد الجهود لتنفيذ اجندات آتية تتوخى بسرعة اعادة الامن والاستقرار والثقة في نفوس المواطنين، فما حدث في مصر بالأمس من معارك دامية وحرب شوارع لا شك أن بها عناصر دخيلة على الشعب المصري وتآمرا عليه وقد علمنا ماهية هذه العناصر، الا انه يجب ان يتوقف كل محب لوطنه وأمنه وقفة صارمة مع النفس ليحلل المشهد بتفاصيله ليعرف المخططات التي دخلت على خط الاحداث لاستغلالها وجني ثمارها والانقضاض على الشرعية تمهيدا لاغتصاب السلطة، نعم لقد جاء خطاب ابي المصريين شافيا وكافيا من انه لن يترشح لانتخابات قادمة في سبتمبر المقبل وأنه عمد الى فتح حوار مع المعارضين وانه في سبيل الانقضاض على ما أسماه «المجلس سيد قراره» واقصد البرلمان المصري، تلك الامور ستأخذ وقتا قد يتسع ويطول، إلا أننا اليوم أمام محنة يمر بها الشعب المصري واخشى ما أخشاه أن تؤدي التجمعات والمظاهرات الى حرب أهلية يدفع ثمنها الشعب الواعي حين تندس بين صفوفه فئات تريد عدم الاستقرار لمصر، لذا نقول: لقد آن الأوان لاتخاذ قرار سريع ومناسب وحاسم وهو انتقال السلطة تدريجيا في اسرع وقت بدلا من الانتظار للانتخابات المقبلة حقنا للدماء، وذلك ما يفرضه الواقع على الساحة المصرية لما نراه من احداث تتجه من سيئ الى أسوأ، انني حزين على ما وصل إليه الأمر في مصر، وأعلم جيدا ما يتمتع به الرئيس مبارك من تصميم على اعادة البلاد لعهدها السابق من الأمن والأمان، لكن لخوفي من العقد ان ينفرط أناشده باسم كل عربي ومحب لمصر ان يستعجل في نقل السلطة حتى لا تصل مصر إلى ما لا تحمد عقباه، لا اقول الرحيل ولكن أقول انتقال السلطة فنحن أمام خيار صعب بين فناء شعب له حضارته وبين انقاذ ما يمكن انقاذه، حفظك الله يا مصر من كل مكروه واعاد اليك الأمن والأمان وجعلك الله ذخرا للعالم العربي. والله ولي التوفيق،،،
بقلم: د. رياض الصانع