قرأت في جريدة «الدار» في عددها الصادر يوم الاحد الموافق 6/2/2011 خبرا أثار دهشتي واستهجاني في الوقت نفسه، حيث أشار الخبر المنشور بالصفحة الاولى من الجريدة أن مذيعا أميركيا يدعى سين هانيتي في احدى القنوات اليمينية المتطرفة في أميركا «قناة فوكس» يسأل سؤالا فيه من التهديد والابتزاز عن السبب الذي يمنع أميركا من غزو الكويت واحتلالها والاستيلاء على بترولها، وذلك لارتفاع أسعار البترول، وانه لديه كل الحق في اجتياح الكويت وأخذ النفط ثمنا لتحريرها من الغزو العراقي. أقول كيف يمكن السكوت عن هذا التهديد المستفز من هذا الاعلامي المتشدد ولماذا نقف مكتوفي اليد ولا نستطيع الرد عليه بالحجج القانونية، فما صدر من هذا المذيع فيه تهديد لأمننا القومي، فضلا عن المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها، وهو ما جرمه المشرع الجزائي في مادته رقم 1 من القانون رقم 31 لسنة 1970 بتعديل بعض احكام قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960 واضعا جزءا له وهو (الإعدام) فهو تهديد عمدي وصريح لبلادنا عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وانه من حق النائب العام إقامة الدعوى الجزائية عليه عملا بالمادة 11 (في فقرتها الثانية) حيث تنص على أن احكام هذا القانون (تسري على شخص يرتكب خارج اقليم الكويت فعلا يجعله فاعلا أصليا أو شريكا في جريمة وقعت كلها أو بعضها في اقليم الكويت)، فمما لاشك فيه ان اقوال هذا المذيع المستفز تشكل تهديدا صريحا بغزو بلادنا واستباحة ثرواتها وهو ما يجعل قضاءنا الوطني مختصا بنظر تلك الجريمة لأنها من الجرائم التي تمس مصالح الدولة الاساسية، فضلا عن انه لابد من ايضاح واضح ورد سريع على مثل هذا التصريح من قبل السفير الاميركي في دولتنا لأننا كدولة ديموقراطية لها سيادة لا نقبل أن نهدد في أرضنا، وان تستباح ثرواتنا بمثل هذا التصرف غير المسؤول والصادر عن اذاعي يعرف ما يقوله ويعيه، لذا لزم الايضاح والتنويه والرد عليه، وهذا من أولويات التزامات وزارة الخارجية.
www.riyad-center.com