بقلم: المحامي رياض الصانع
المبادئ والقيم هي المحرك الاساسي للإنسان نحو الخطأ والصواب، الخير والشر، فعندما تتلاشى تلك القيم والمبادئ يصبح الإنسان في صراع مع النفس البشرية ونوازعها الشهوانية، لتنعكس على سلوكه وشخصه وتعامله مع غيره، ليصبح أداة في يد الرغبات، فلا يخشى العدالة أو القانون، ولا يعمل إلا بدافع المال وشهواته لينحرف عن السلوك القويم، باحثا عن سبل تعزيز ذلك الدافع مع من هم على شاكلته من ضعاف النفس، فلا يعبأون بالمجتمع وقيمه، ليرتكبوا الجرائم والمخالفات التي تعصف بتلك القيم، فتهاونوا في حق انفسهم ومجتمعهم، ليبدأوا بتشكيل عصابي إجرامي لا يعرف الجنس او العرق بل يعرف المال وأطماعه ليتحركوا نحو ارتكاب الجرائم، فهذا الحديث بمناسبة ما طلعتنا عليه جريدة الوطن ليوم الخميس بتاريخ 11/7/2013م تحت عنوان «ضبط تشكيل عصابي لسرقة السيارات في امغرة»، حيث تحكي الواقعة «ألقى رجال امن الجهراء القبض على تشكيل عصابي مكون من اربعة اشخاص ثلاثة مصريين مع سوري تخصصوا في سرقة السيارات وتقطيعها وبيعها كقطع غيار للراغبين، متخذين من احد محلات السكراب في منطقة امغرة مقرا لاخفاء السيارات المسروقة وتقطيعها في نفس الموقع».
ومن الاهمية بمكان ان نبين المنظور القانوني للواقعة، حيث ان الحادث يشكل جريمة سرقة يعاقب عليها قانون الجزاء الكويتي رقم (16 لسنة 1960)، حيث تنص المادة (217): «كل من اختلس مالا منقولا مملوكا لغيره بنية امتلاكه يعد سارقا، ويعد اختلاسا كل فعل يخرج به الفاعل الشيء من حيازة غيره دون رضائه، ولو عن طريق غلط وقع فيه هذا الغير، ليدخله بعد ذلك في حيازة أخرى».
وتنص المادة (219) على أنه «يعاقب على السرقة بالحبس مدة لا تجاوز سنتين وبغرامة لا تجاوز ألفي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين إلا إذا نص القانون على غير ذلك».
وتأتي تلك الجرائم أمام كثرة وتعدد أنواع السيارات ورخص قيمتها نظرا لعدم وجود جمارك كبيرة عليها وظهور تلك السيارات بقيمة اقل من قيمتها في البلدان الأخرى، بجانب رغبة وسعى المستهلكين إلى ما هو جديد كنوع من أنواع التباهي، مما يؤدي إلى انتشار وكثرة السيارات مما يدفع هؤلاء إلى محاولات سرقتها وجعلها «سكراب» وبيعها في دول اخرى او على شكل قطع غيار وتحقيق عوائد مالية كبيرة وسريعة فهذا كله ساعد على انتشار تلك الجرائم والتفنن في تنفيذها.
لذلك فلابد من محافظة الإنسان على نفسه من فتن المال وشهواته كي لا يقع فريسة في يد الرغبات، محافظا على قيمه ومبادئه لكي يكون عضوا صالحا ومصلحا داخل المجتمع، لا فاسدا ومفسدا، لكي ينتشر الأمن ويعم ربوع المجتمع، مع انزال العقاب على كل من تسول له نفسه ضرب قواعد المجتمع وعاداته لكي يكون ردعا عاما وعبرة لغيره من افراد المجتمع.
www.riyad-center.com