أذكر عندما كنا صغارا إلى أيام المراهقة نشتاط غضبا عندما يشتمنا شخص بالأم أو بالأب أو بأي عزيز طبيعي على الفرد لكي تقوم وراءها التشابك بالأيدي والمعارك الدامية في كثير من الأحيان وذلك نصرة للعزيز المشتوم، وبعد المعركة والنصرة وعندما يرانا ذوونا بالملابس الممزقة وآثار المعركة على أماكن متفرقة من الجسم يتم السؤال من ذوينا عن سبب هذه الحالة الرثة لنجاوب بكل فخر: زميل لي شتمكم وانتصرت لكم بضربه، متوقعين الاستحسان والثناء ولكن ما يحدث عكس ذلك تماما، حيث يكون التوبيخ وأحيانا الضرب جزاء على ما فعلنا نتيجة النصرة ليتم بذلك الفعل المنعكس من الآباء الدرس الأول بكيفية التعامل مع من يسيء الى من يعز علينا بتجاهله ورد كيده في نحره وقتل ما يصبو إليه وهو في مهده ولنا في رسول الله وأصحابه من بعده أسوة حسنة في معاملة من أساءوا إليه، والمحدثون في العصر الحديث يكادون يجمعون على تجاهل المسيء حتى لا نجعل من نكرات أبطالا حتى وصل الأمر الى وسائل إعلام هابطة لم تكن بالعين شيئا في بلدانها، وهناك كتاب مغمورون وأشباه فنانين أصبحت شهرتهم عالمية بسبب ردة فعلنا من فنونهم الصبيانية التي أثارت، ولا شك، مشاعرنا كمسلمين في كل أنحاء العالم، فرسام كاريكاتير مغمور في مجلة مغمورة أكثر منه يتصدر الأخبار الإعلامية، ومجلة مهددة بالإغلاق تبيع ملايين النسخ، وغيرهم ممن أصبحوا يعتمدون على ردة فعل المسلمين ليصعدوا على أكتافنا عالميا وإعلاميا وردود أفعالنا الحالية لم تحرك ساكنا في نهج تطرف بعض المجموعات تجاه الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتكريمه لا يأتي بحرق الأعلام ولا برد شتيمة المسيء، وإنما يكون باتباع نهجه وتجاهل المسيء إليه لأنه العلاج الأمثل لمثل هذه النوع من أشباه البشر.
[email protected]