التعامل كما يقال فن، من أجاده ولج إلى قلوب الناس دون شرطي مرور ولا وثيقة عبور، أما من يفتقر إليه عانى بلا شك حتى في صغائر الأمور، لذلك أطلق عليه فن بسبب صعوبة ممارسته وتطبيقه.
وتكمن صعوبة التعامل بسبب تنوع خلفيات وبيئات الناس بجانب اختلاف الأعمار والأجناس والمستوى الثقافي ما جعل الفلاسفة ورجال الدين منذ قديم الزمان وعلماء النفس والاجتماع في العصر الحديث يسعون إلى وضع أسس عامة تقود إلى التعامل الجيد والفعال مثل الابتسامة والبشاشة وخفض نبرة الصوت وغيرها من الأمور التي أصبحت من المسلمات في أيامنا الحالية.
وأحوج من يحتاج الى فن التعامل أصحاب المهن التي تحتك مع الجماهير والمسؤولين في الوظائف المختلفة، حيث الأول صميم عمله يحتم عليه التعامل مع جميع فئات المجتمع ويهمه بالمقام الأول تجنب الصدام مع المراجعين وترك أثر طيب في نفوسهم، أما الثاني فيعنيه إنجاز العمل في إدارته على اكمل وجه والذي يتوقف بالمقام الأول على تهيئة المناخ الصحي المناسب للعمل عن طريق استخدام فنون القيادة وليس التمترس خلف مكتب الرئاسة، فالقائد هو من يجعل العمل جاذبا باحترامه لموظفيه وتقديره لجهودهم واحساسه بأنه واحد منهم عكس الرئيس الذي ينجز عمله بالسلطة المخولة له فيكون جانب التسلط طاغيا وبيئة العمل تكون طاردة وقاتلة للإبداع.
من يرد أن يحترم فعليه أن يحترم، أما المتعالي المتسلط، فادعوه الى أن يجرب احترام الغير، فحب الناس لك غاية سوف تدرك.
على الهامش: يعزو علماء النفس مشكلة المتسلطين إلى مشاكل دفينة تراكمت منذ الصغر، لذلك يجب علينا تربية أبنائنا على إبداء الرأي والحوار حتى لا يعانون الأمرين بالكبر.
[email protected]