سعد الحرمل
يبدو أن خيار الحكومة في إشراك الكـــــتل المختــــلفة فيها، من خلال توزير من ينتمون لتلك الكتل، لم يكتب له النجاح وأثبت فشله أمام أول اختبار واجهته، وإن كــنا قد ذكرنا ذلك مسبقا في مقال سابق.
لست ضد أحد من الكتل وإن كنت أعارض وجودها أو وجود الأحزاب وإشـــــهارها لأنها ســـتغلّب المصلحة الحزبية على المصلحة الوطنية، ولكنني ضد الحكومة المشكلة من مجــــموعة كتل لأنها في واقع الأمر ليست سوى حكومة ترضية لهذه الكتل، وكان الأولى تشكيلها على أسس سليمة.
سؤال نطرحه للنقاش، لماذا تعمل الكتل جاهدة من أجل توزير من ينتمي لها؟ هل لأنه يحمل مؤهلات لا توجد لدى غيره؟ أم لأنه ذو كفاءة عالية ويملك مهارات يستحيل أن تتوافر في غيره، فتكون بذلك قد قدمت للحكومة خدمة جليلة وللشعب أيضا.
في رأيي أن الكتل لا تقاتل لتوزير من ينتمون إليها إلا من أجل تسهيل أمورها وأمور من يحسب عليها، بالإضافة إلى أنه سيكون عينا لها في مجلس الوزراء ليكون لها السبق في دعم أو إفشال أي مشروع تتقدم به الحكومة، وذلك حسبما يتوافق مع مصلحتها، بينما تعتقد الحكومة بذلك أنها تؤمّن لنفسها من يساندها أو يقف بجانبها عند حدوث أي استجواب وهو اعتقاد خاطئ كما اتضح لها أخيرا.
لا يأتي الإصلاح من خلال الشعارات والتصريح لمختلف الصحف أو إرضاء مختلف الكتل وإنما يكون ثمرة جهد ونية صادقة للعمل، فلماذا لا يبدأ الإصلاح من قبل الحكومة من خلال اختيار أعضائها بناء على أسس ومعايير سليمة؟ وأن يكون لديها برنامج واضح تعمل وفقه في محاربة الفساد، لتقطع بذلك الطريق على كل متصيد للثغرات في أدائها وافتعال الأزمات، وان تكون هي، أي الحكومة، صاحبة المبادرة ولا تنتظر ذلك من مجلس الأمة أو أي جهة أخرى.