سعد الحرمل
هل يكون ذلك ضربا من الجنون أم انه قمة الحكمة؟ حين تجد نفسك في بعض الاحيان وقد تملكك شعور بأنك العاقل الوحيد على وجه هذا الكوكب وان بقية الخلق في غفلة عن امرهم، ثم تعود وتتراجع محدثا نفسك قائلا: ان المجنون ايضا يعتقد انه الوحيد الذي على صواب والجميع على خطأ، ولكن تعود لما كنت عليه مرة أخرى وتتخيل نفسك جالسا على قمة جبل متأملا ما يحدث على ظهر هذه البسيطة لتكتشف ان الوقت بدأ يمضي بشكل سريع عما كان في السابق وان السنين اضحت اقصر منها في عقود مضت، وان الأرض اخذت في الغليان والناس بدأت تتناحر على النفوذ والمادة والسلطة لذاتها دون التفكير فيما ستؤول اليه الأمور في نهاية الأمر كله، فحين ترى ان حروبا اهلية اشتعلت في السودان ولبنان وايضا في العراق، بل وفي اصقاع مختلفة أخرى من الأرض لا نعرفها، حتى فلسطين المحتلة والتي اضاع شعبها وجهته ونسي القضية الأساسية والتبس عليه الأمر ولم يعد يفرق بين من معه ومن ضده، وإن كان كذلك من أمد طويل الا ان الأمر ازداد سوءا، ليقوم في نهاية الأمر بالاقتتال مع نفسه بدلا من العدو، وفرط في الجزء الأكبر والاهم من قضيته من اجل السيطرة على الفتات والجزء الاصغر في مسرحية سخيفة ومخزية أبطالها فتح وحماس ومخرجها العدو الإسرائيلي.
عندما تتأمل في ذلك الزلزال الذي أصاب إيران أو الجزائر ونتج عنه العديد من الجرحى والقتلى أو تلك العواصف الرعدية التي حدثت في واشنطن وشردت الآلاف، أو ذلك الاعصار الذي ضرب عمان وخلف العديد من القتلى والجرحى واحدث ذلك الدمار الهائل في الممتلكات، وترى الدنيا تشتعل من اقصاها الى اقصاها والكل يهرول باتجاه الدمار الشامل، فتسمع عن ايران التي تماطل العالم بشأن عمليات تخصيب اليورانيوم من اجل مفاعلها النووي، وكذلك الحال مع كوريا الشمالية وبرنامج اسلحتها النووية، أو تقرأ عن عمليات ارهابية لجماعة أبوسياف في الفلبين، أو ترى عبر الفضائيات محاولة تفجير في لندن، أو عن تفجير يحصد العشرات في مدينة تيانشيفو الصينية أو عن جماعة المسجد الأحمر المسلحة في باكستان أو عن جماعة طالبان في افغانستان وغيرها وغيرها.
كل ذلك يجعلك تتساءل: هل اقتربت الساعة؟ وهل هذه علاماتها؟
الله يسترنا بستره، طيب ما العمل في هذه الحالة؟ اتبع ابسط الحلول واهرب من عقلك.