كل منا يحلم بوصول دوره في توزيعات الإسكان ليحصل على بيت العمر، وحين أقول منا أقصد نحن فئة الناس البسطاء الغلابة طبعا، وحاشا لله أن أقصد بها الوزراء وأعضاء مجلس الأمة أو الأثرياء لأن أحلامهم واقع يسهل تحقيقه ولن يضطروا إلى انتظار فترة تتراوح بين 15 و20 عاما للحصول على بيت يأويهم وأسرهم، اللهم لا حسد، ولكن مشكلتنا هي أنهم هم متخذو القرار في هذا الأمر ولذلك كيف لهم ان يشعروا بمعاناتنا اذا لم يعيشوها وبالتالي كيف لهم أن يضعوا الحلول الناجعة لتلك المشكلة وإن اجتهدوا في ذلك؟
وتتلخص مشكلة الكويتي البسيط، الغلبان طبعا، في طول المدة لحصوله على بيت يفي باحتياجاته، فعند تقديمه للطلب الإسكاني كانت أسرته تتألف من شخصين هو وزوجته فقط، ولكن عندما يصل دوره في توزيعات الإسكان تجد أبناءه في الجامعة بل ان بعضهم قد يكون تزوج وهو مازال في بيت أبيه، أي أن الأسرة قد يصل عددها إلى 10 أفراد أو يزيد، ولا ننكر دور نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد الواضح في عملية تقليص فترة الانتظار وتعجيل عملية التوزيع، إلا أنه «فاضل على الحلو دقة»، بقيت هناك معضلة واحدة نأمل أن يسارع في حلها ولو حللتها يا شيخ يكون ذلك سبقا لك عمن سبقك ومن سيخلفك وهي مشكلة تلك القرعة التي تجرى بين المواطنين لتسلم ذلك البيت أو القسيمة لاعتقاد الكثيرين أنها عادلة وهو مفهوم خاطئ سائد، ونأمل إيجاد حل له حيث إن هذه القرعة بعيدة كل البعد عن العدل وما أقربها إلى لعبة المقامرة «الروليت» فلا تعلم ما الرقم التالي ومتى يصادف معك الحظ.
نعم، نحن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره ولكن لا دخل لذلك في تلك القرعة التي يشوبها ظلم كبير يقع على من يكون حظه عاثرا ويكون اسمه ضمن الأسماء الأخيرة فلا يجد أمامه سوى خيار واحد هو البيت ذو الشارع الواحد أو كما نسميه بالبيت السد والذي عادة ما يتحاشى الجميع اقتناءه، ولكن في مثل تلك الظروف لا يوجد خيار آخر، خاصة إذا كانت واجهته ناحية الغرب، وحتى يرتفع الظلم الموجود في تلك القرعة ولتكون مقنعة ومرضية لجميع الأطراف فإنه يجب اجراء بعض التغييرات التي من شأنها تحقيق شيء من العدالة كأن تتم زيادة مساحة واجهة (بيت السد) هذا بمقدار 25 مترا على الأقل عن بقية البيوت، كونه لا يطل سوى على شارع واحد، وحتى يحصل مالكه على مواقف لسياراته أو إنقاص مساحة البيوت الأخرى بنفس المقدار، وفي هذه الحالة ستكون الخيارات واضحة أمام الجميع فالذي يكون الحظ حليفه ويظهر اسمه في اوائل الأرقام عليه أن يقارن بين الحصول على موقع مميز أو على 25 مترا زيادة في مساحة بيته كل حسب حاجته، فإن اختار الزيادة ترك الموقع المميز لمن بعده، أما إذا كان الموقع المميز هو اختياره فتكون المساحة الزائدة من نصيب غيره ممن لم تظهر أسماؤهم في البداية وتأخروا للنهاية وهنا تكون الوطأة عليهم أقل ولم يفقدوا المزايا كلها بالإضافة إلى أن ذلك يساهم في تقليل الفارق في أسعار البيوت عند البيع.
أبا فهد لا نضمن أن تبقى وزيرا للإسكان أبد الدهر فإن لم يتم إصلاح ذلك الخلل في عهدك فلن يصلح بعدك، ويا حبذا لو شمل ذلك الإصلاح المخططات التي وزعت ولم تبن بعد على الأقل بيوت الشارع الواحد.
[email protected]