سعد الحرمل
بعد استقالة وزيرة الصحة د.معصومة المبارك إثر الحريق الذي شب في مستشفى الجهراء وتسبب في وجود ضحايا بالاضافة الى تلك الخسائر المادية ليكون بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد سلسلة من التداعيات والسلبيات المتراكمة عبر السنين في وزارة الصحة، هل تعتبر الاستقالة حلا لهذه المشاكل الأزلية أم انها بمنزلة طوق النجاة لكل وزير يتعرض للاستجواب سواء بوزارة الصحة أم بغيرها «لينفذ بجلده» من الحساب خاصة اذا ما كانت هناك تجاوزات جسيمة في وزارته؟ لست هنا بصدد الدفاع عن الوزيرة المستقيلة ولا الهجوم عليها ولكني اتساءل ما الفائدة المتحصلة من استقالة أي وزير في أي وزارة اذا ما كان جسم الوزارة فاسدا ومليئا بالاهمال والتجاوزات؟
لماذا يساءل الوزير وهو الممثل السياسي للوزارة ويستجوب ويستقيل في معظم الأوقات بينما المتسبب الرئيسي والممثل الفعلي والتنفيذي ومن تحته يبقى قابعا في مكانه ولا يناله الحساب أو المساءلة؟ لماذا لا تتم متابعة الخطأ ومحاسبة الوكيل او الوكيل المساعد المختص الذي يكون الخطأ ضمن قطاعه لمعرفة المتسبب الرئيسي في الإهمال وتدهور الخدمات في معظم وزارات الدولة ومن ثم محاسبته ليقوم هو بمحاسبة المتسبب من موظفيه للقضاء على أصل المشكلة؟
أما في حالة استقالة الوزير فإن الوضع يبقى كما هو عليه دون التوصل الى نتيجة أو فائدة ترجى، وبرأيي فانه في وزارة خدمية ومترامية الأطراف كوزارة الصحة تعاقب عليها العديد من الوزراء والوضع يزداد سوءا فإن المساءلة يجب أن تشمل من هم دون الوزير بدءا من الوكيل والوكلاء المساعدين كل فيما يخصه بل حتى على مستوى مدراء المناطق الصحية وما دون ذلك أيضا للنهوض بالوزارة من مستنقع الإهمال وتردي الخدمات والقضاء على واقع مرير لم يغير منه الزمن والوزراء المتعاقبون شيئا عدا أنه يزداد سوءا.
سؤال أخير:
لماذا تكون أفعالنا دائما ردود أفعال؟ أي اننا لا نتحرك إلا اذا حدثت كارثة فقبل ما يزيد على العام احترق محول بمستشفى مبارك الكبير في فصل الصيف ولم تحدث أي ضجة أما هذا العام فثارت ثائرة الجميع، فهل نحتاج الى وجود ضحايا في كل حادث حتى نتحرك للإصلاح؟! الله يستر.
على ذكر مدراء المناطق الصحية فإننا نبعث برسالة الى مدير منطقة الفروانية د.علي الفودري: أن الاوضاع في مستوصف العمرية حتى الآن غير مستقرة حيث ان كرسي الطبيب المعالج في المستوصف أصبح كرسي حلاق لدرجة أننا لم نعد نحفظ أسماء الأطباء لأن النفي هو مصير أي رجل يقول لا، مع الاعتذار لفيلم «الرجل الذي قال لا».
خالص تعازينا لأهالي ضحايا حريق مستشفى الجهراء ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيدين منهم بواسع رحمته وأن يعجل بشفاء المصابين.
كل الشكر لطلال العنزي من حجوزات 171 بمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لرحابة صدره ورقي اخلاقه، كما نخص بالشكر أيضا كلا من سعود الزامل وفرحان العنزي وفهد الحيان من مبيعات تذاكر المطار بالمؤسسة على جهودهم المبذولة في تذليل جميع الصعاب أمام مسافري المؤسسة وتسهيل أمورهم، قواكم الله، بأمثالكم تنهض المؤسسة.