سعد الحرمل
تعرضنا في مقال أمس لأسباب عدم تحدث الشعب الألماني إلا باللغة الألمانية وكيف غيرت بطولة كأس العالم 2006 ذلك، ونكمل الحديث اليوم حديثنا عن مميزات الشعب الألماني، ولمن لا يعلم فإن ألمانيا تعتبر من أجمل بقاع الأرض في الطبيعة، كما أن البيئة فيها تكاد تخلو من التلوث إن لم تكن خلت بالفعل وذلك لاهتمام كل من الدولة والمواطنين بذلك على حد السواء، كذلك فإنها تعتبر الأكثر أمنا وأمانا لدرجة أنك تأمن على نفسك وعائلتك في أي وقت خلال تجوالك.
ومن الأمور الجميلة التي تستحق الذكر أيضا أنك حين تتسوق وتدخل لأحد المحلات باحثا عن سلعة ما ولا تجدها متوافرة، فإن البائع أو البائعة يدلك على مكان المحل الذي قد تتواجد فيه وقد يقوم بالاتصال للاستعلام عن مكانها في حال عدم معرفته بمكان تواجدها.
لا أقول إن الشعب الألماني خال من العيوب، ولكني أعتقد أن لديه من المزايا ما يرجح كفته، وحتى لا نطيل نختم بذلك الموقف الذي حدث معي في تلك الرحلة، فحين قررت السفر قمت بحجز الفندق والسيارة عن طريق الانترنت، بالنسبة للسيارة لم تكن هناك أي مشكلة لأن عملية الدفع لم تكن مطلوبة عن طريق النت، ولكن الأمر التبس عليّ في حجز الفندق حيث إنني كنت أنوي الحجز في فندق معين ومكان معين ولكني حجزت في فندق آخر يبعد قليلا عن المكان الذي كنت أرغب فيه ولم أكتشف ذلك إلا عند وصولي للفندق الذي نويت الإقامة فيه لأجد اسمه مختلفا عن ذلك الذي حجزته، وعندها لم أجد بدا من التوجه إلى الفندق الذي حجزت فيه وإن كان بالخطأ، خاصة أنني وعائلتي كنا مرهقين من السفر بالإضافة لازدحام الفنادق في مدينة شتوتغارت وذلك لأن بطولة العالم للجمباز تقام فيها في تلك الفترة.
وما إن وصلت للفندق حتى وقعت في خطأ آخر (من اللقافة)، فقد قمت بدفع مبلغ الإقامة كاملا من خلال بطاقة الائتمان وذلك دون أن أكلف نفسي برؤية الغرفة بل وكانت حقائبي مازالت في السيارة، توجهت وعائلتي للغرفة وكلما تعمقنا داخل الفندق ازددت كآبة، كل ذلك وأنا أكابر وأحاول إخفاء ذلك عن عائلتي (حق الشماتة يا سعد) إلى أن دخلنا إلى الغرفة التي صعقت بعد مشاهدتها، وهنا لم أعد احتمل أكثر، لذا أخبرت عائلتي بأننا سنغير الفندق ولم نمكث سوى ساعة فقط كانت كفيلة بالوضوء وأداء الصلاة الفائتة، وأثناء خروجنا أخبرت موظفة الاستقبال بأننا قد نلغي الحجز، طبعا لا أستطيع المجازفة والتصريح بإلغاء الحجز قبل أن احصل على فندق آخر، خاصة انني علمت أن هناك بطولة عالمية تقام في المدينة الآن لتبدأ رحلة البحث عن فندق وقد أرهقتني لازدحام الفنادق إلى أن وصلت لأحد الفنادق وقد بدأت علامات الإرهاق واليأس تظهر عليّ، وأخبرتني موظفة الاستقبال بأن الفندق محجوز بالكامل لوجود بعض المنتخبات فيه، هنا طلبت منها أن تدلني على فندق جيد بعد أن أخبرتها بقصتي لتقوم مشكورة بالاتصال بالفندق تلو الفندق إلى أن وفرت لي حجزا في احد الفنادق وقامت بوصفه لي على الخريطة لأتوجه له مباشرة وعندها قمت بالاتصال بالفندق الذي حجزته ودفعت المبلغ له كاملا ولم اجلس فيه سوى ساعة واحدة لأخبره برغبتي الأكيدة في إلغاء الحجز، فما كان منهم سوى خصم رسوم التأخر في الإلغاء فقط ورد باقي المبلغ إلى بطاقة الائتمان في اليوم التالي، فهل تجد تعاملا أرقى من ذلك التعامل في بلد آخر بالرغم من أنني المخطئ ؟!
لا أعتقد، وإن وجد فهو نادر. ختاما ألا يستحق شعب يتحلى بتلك الصفات أن يتم إنصافه؟ علما أن تجربتي محصورة في الجزء الغربي من ألمانيا وفي الجنوب تحديدا، أما ما يتعلق بالجزء الشرقي وبالرغم من وجود أصدقاء لي ينتمون إليه نزحوا للغربي فلا تعليق.
يبقى هناك عيب واحد شرعي في ألمانيا وهو الغلاء الفاحش، خاصة بعد التحول لليورو (الله يرحم أيام المارك كانت فله).
وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من الأخ العزيز محمد الخياط يقول فيها:
بما أن العام الدراسي على الأبواب نرجو من وزيرة التربية أن تأخذ اقتراحات بعض الأهالي بعين الاعتبار، ومن ضمن الاقتراحات: النظر في موعد فرصة المرحلة الابتدائية للبنين لفصل الصفين الأول والثانيعن باقي المراحل وذلك لصغر سنهم والمشاكل التي تترتب على الدمج.
- ارتداء الزي الرياضي من المنزل دون أن يتم ارتداء الزي المدرسي عليه.
ولكم جزيل الشكر.
ومنا إلى وزيرة التربية نورية الصبيح علها تلتفت لصوت الأهالي.