في رأيي أن فن الكوميديا وإضحاك الناس يعتبر من أصعب الفنون خاصة أنه إذا ما تقدم العمر بالفنان فإن مهاراته تقل، وهناك منهم من يفقد تلك المهارة مبكرا ويفشل في إكمال مسيرته الكوميدية بعد أن يعجز عن إضحاك الناس، ويصبح ضيفا ثقيلا على المشاهدين مثل بعض الفنانين العرب، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود آخرين يعتبرون من النوادر يحتفظون بتلك الموهبة طوال عمرهم بل إنها، أي الموهبة، تنمو بمرور الزمن وتقدم العمر كموهبة كالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والذي يعتبر الكوميديان الأول على مستوى العالم ومن دون منازع حيث استطاع أن يضحك الناس في جميع انحاء المعمورة وفي جميع المناسبات والمحافل الدولية على مدى 42 عاما باستثناء الشعب الليبي طبعا، وذلك من دون ان يفقد مهارته في ذلك بل العكس حيث انه استطاع ان يطور منها على مر تلك العقود. والجميل في الأمر أن القذافي، وحتى لا نقلق على مستقبل الكوميديا في العالم، قام بتوريث أبنائه تلك الموهبة ليكون معهم عائلة كوميدية 9 نجوم إذا ما احتسبنا الأب.
على الصعيد الشخصي أستمتع كثيرا بجميع خطاباته الفكاهية بل إنني لا أشعر بالملل حين يتحدث لأنه دائما ما يتحفنا بما هو جديد في كل مرة وإن كنت أتمنى سقوطه ليحصل الشعب الليبي الشقيق على حريته وينعم بالاستقرار ويتنعم بخيراته التي حرم منها، إلا أني أتمنى ألا يموت القذافي أو يقتل بعد سقوطه حتى لا نفقد تلك الموهبة الكوميدية الفذة، بل أتمنى على الحكومة الجديدة أن تكرمه وتحسن ضيافته كونه ترك لنا إرثا كبيرا من الفكاهة على مدى أكثر من 4 عقود وأن تعمل معه لقاء في نهاية كل أسبوع ليرفه عن المشاهدين خلال الاجازة حتى لا يكون عاطلا ويعمل بلقمته!
المتأمل في حياة القذافي يرى عجب العجاب فقد أتى من قرية اسمها جهنم وفي رأيي أن جهنم لا يأتي منها الا الشيطان لأنها مثواه يوم القيامة ومن هنا بدأت أشك بأن القذافي هو احد ابناء الشيطان إن لم يكن هو برأسه، ثم بدأ حياته كعضو في جماعة إسلامية، لينضم بعد ذلك الى حزب البعث الليبي الى أن نصب نفسه ملكا لملوك افريقيا في حين انه قائد ثورة ويرأس جماهيرية وليست جمهورية متناقضا في ذلك مع كل الاعراف والمسميات والافكار وقبل ذلك كله مع نفسه.
من ضمن الجمل التي اضحكتني في خطابات القذافي بخلاف «زنقة زنقة وشدوا الجرذان ومقملين» جملة «اللي ما يحبني ما يستحقش الحياة» والتي جعل فيها الهدف الاساسي لحياة الشعوب هو حب القذافي ومن لا يحبه يجب ألا يعيش، وفي هذه الحالة فإننا جميعا لا نستحق الحياة وإن أحببنا خفة عقلك ودمك!
كان ذلك عن القذافي أما اذا ما تحدثنا عن ابنته عائشة والتي لا تختلف عن ابيها كثيرا كيف لا وهي سره، والتي قطعت دراستها لنيل شهادة الدكتوراه في القانون في العام 2003 لتترافع عن الطاغية صدام حسين وتدافع عنه في محاكمته مدعية أنه لا حاجة لدراسة شيء لا وجود له على أرض الواقع ملمحة الى عدم وجود عدل في المحاكمة، واذا ما كان الامر كذلك فلماذا درست البكالوريوس والماجستير، ولماذ احتاجت كل هذه السنين لمعرفة عدم وجود القانون بالرغم من ان القانون معدوم في ليبيا من قبل والدها طوال فترة حكمه، وهنا أتذكر جملة شهيرة لها في العام 2003 حينما قالت: صدام مثل والدي، وهنا أقول لها صدقت فأبوك يشبه صدام في طغيانه وسيشبهه في نهايته بإذن الله، فمن جهنم وإليها بمشيئة الله.
[email protected]