حين تبحث عن أولى الخطوات التي أدت الى نجاح العديد من البلدان وتطورها اقتصاديا وعمرانيا، تجد أن ذلك يتلخص في الامن والعدل والنظام، فمتى ما تحقق ذلك تجد أن ذلك البلد اصبح مكانا آمنا لرؤوس الاموال ومستقطبا لها، فكما نعلم جميعا ان رأس المال جبان ولا يستقر الا في منطقة آمنة سياسيا واجتماعيا ويسودها النظام وتتيح العيش الكريم لكل من هو على أرضها والشواهد كثيرة من حولنا لتلك الدول.
الشيخ أحمد الحمود شخصية اتفق الجميع عليها ولاقت قبولا لدى الاوساط الشعبية قبل الحكومية لتولي حقيبة وزارة الداخلية بعد أن استشرى بها الفساد في عصرها البائد، وازدياد حالات التسلط والظلم من قبل بعض رجال المباحث والداخلية الذين استغلوا سلطتهم أسوأ استغلال لاستعباد العباد بدءا من مقتل المواطن محمد الميموني ـ رحمه الله ـ وتعذيب المواطنين وانتهاك كراماتهم واعراضهم كالمواطن المقعد والحدث السعودي، وحالات اخرى كثيرة ظهرت وتقدم اصحابها بالشكوى بعدما تفجرت قضية الميموني ـ رحمه الله ـ التي كانت بمثابة قضية البوعزيزي حين فجر الثورة ضد الطغيان في تونس، الا ان الثورة هنا كانت ضد طغيان وزارة الداخلية في عهدها المظلم، خاصة أن حالات الظلم مازالت تتكشف الواحدة تلو الاخرى، وفي اتصال لي مع الشيخ منير عرب من المملكة العربية السعودية والذي عرف بعلاجه بالرقية الشرعية في الكويت منذ 19 عاما دونما اي مشاكل وله جزيل الشكر في كشفه ومحاربته للسحرة والدجالين، ليخبرني بأنه تعرض للاهانة والتشهير على يد رجال المباحث واتهامه بتهم عديدة منها الدجل والشعوذة، ولم يسمح له حتى بالاتصال بسفارة بلاده ومن ثم تم تسفيره دون اي محاكمة، يقول والكلام للشيخ منير: اذا ما كنت ساحرا ودجالا فأين كان رجال المباحث طوال التسعة عشر عاما السابقة أم انهم كانوا في سبات عميق، ثم انني دخلت البلاد بشكل رسمي وقدمت اوراقي بكل وضوح حينما كان العميد بدر المذكور مديرا للامن العام وبعلم اللواء القبندي في ذلك الحين؟ أما اذا كان الموضوع هو تكويت الرقية الشرعية فلو انهم طلبوا مني التوقف لفعلت وغادرت البلاد كما دخلتها بكرامتي، انتهى كلام الشيخ منير، كما اخبرني ايضا انه بصدد رفع قضية ضد وزارة الداخلية الكويتية وانه يسير بإجراءات ذلك.
والسؤال هو: هل سيقدر الشيخ أحمد الحمود على اصلاح ذلك الدمار واقناع المواطنين والمقيمين بأن عهود الظلام ولت من غير رجعة وان الغد سيكون أجمل بكثير في بلد يسوده النظام والعدل والمساواة ويسعى لان يكون مركزا ماليا واقتصاديا، وهل سيقدر على علاج تلك الجروح التي أصابت كرامات الناس وأعراضهم؟
آمل ذلك وأن كنت أثق بادارة وعقلية الشيخ أحمد الحمود الذي سبق أن طبق القانون حتى على أبنائه حينما تولى حقيبة الوزارة بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي.
[email protected]