سعد الحرمل
ترحب الكويت حكومة وشعبا بزيارة ضيفيها الكبيرين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حاكم مدينة الرياض وحكيمها، والتي يلتقيان خلالها بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وكبار المسؤولين بالكويت، وذلك في إطار الروابط التاريخية والعلاقات المتميزة بين البلدين والتشاور الذي يجسد حرص قيادتي البلدين على تبادل الرؤى حول مختلف القضايا والمسائل موضع الاهتمام المشترك ودعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي فيما يخدم مصالح وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وتأتي هذه الزيارة تتويجا لأواصر الأخوة والمحبة المستمرة بين البلدين الشقيقين وكذلك العلاقات الوطيدة بين القيادتين الحكيمتين ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وأخيه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولا يخفى على الجميع عمق ومتانة العلاقات الكويتية - السعودية وامتدادها عبر التاريخ والتي كان لها الأثر الواضح في منعطفات تاريخية عدة، كما لا ننسى موقف الأشقاء المشرف في المملكة قيادة وشعبا إبان الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، حيث وقف حينها الأمير سلطان بجانب شقيقيه الملك فهد، رحمه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مناصرين للشعب الكويتي ومؤيدين لحقه المشروع، كما قام الأمير سلطان في لقاءات كثيرة برفع معنويات الكويتيين، مؤكدا ضرورة رجوع الحق لأصحابه، بالإضافة إلى مواقفه الطيبة والكريمة التي لا تعد ولا تحصى. في وقت ندر فيه الرجال وظهرت معادنهم وانقلب على عقبيه من انقلب فانطبقت عليهم مقولة الإمام الشافعي رحمه الله حين قال:
ما أكثر الأصحاب حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل
نعم قليل وأشقاؤنا في المملكة كانوا على رأس هؤلاء القلة الذين وجدناهم بجانبنا ويشدون من أزرنا بعدما غدر الجار وتمرد اللئيم وجحد الجاحد.
وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان هو الابن الخامس عشر من الأبناء الذكور للملك عبدالعزيز آل سعود عرف عنه حنكته السياسية وبعد نظره، خاصة انه كان ملازما لأخيه الملك فيصل، رحمه الله، إلا انه اشتهر بلقب سلطان الخير كما يلقبه الاخوة في المملكة العربية السعودية وذلك لكثرة أعماله الخيرية لاسيما أنه يرأس مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية التي أسهمت كثيرا في تفريج الكروب عن كثير من المسلمين وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعاقين والمسنين من الجنسين.
أما الأمير سلمان أو أبوفهد كما يحب أن يناديه الشعب السعودي فيعد أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية وأمينها.
أما مصاحبة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأخيه الأمير سلطان في هذه الزيارة التاريخية فلها مدلولاتها المهمة، نظرا لأهمية شخصية الأمير سلمان في تاريخ العرب المعاصر من جهة التدوين والحفاوة بالتاريخ وأهله والأسر الحاكمة الكريمة في خليجنا المعطاء وبيوتات القبائل، وأذكر انني قرأت لأحد أعيان أسرة السداري الكريمة حيث قال: ان خير من يكتب تاريخ الملك عبدالعزيز هو ولده الأمير سلمان.
ولا شك في أن تاريخ الملك المؤسس هو تاريخ الجزيرة بأسرها وأُسرها، وللكويت ذلك الجزء الأصيل من جزيرة العرب نصيب ومكانة فيها وفي قلب الملك عبدالعزيز، رحمه الله.
كما عرف الأمير سلمان أيضا بمهارته في إدارة الأمور واطلاعه الواسع على التاريخ كما حصل على عدة أوسمة نتيجة لإسهاماته الفكرية والإنسانية، نورد منها على سبيل المثال وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى والذي يعتبر أعلى وسام في المملكة العربية السعودية كما حصل أيضا على وسام الكفاءة الفكرية، حيث قام ملك المغرب الحسن الثاني بتقليد سموه الوسام في الدار البيضاء عام 1989 بالإضافة إلى حصوله على جائزة جمعية الأطفال المعاقيـن بالسعودية للخدمة الإنسانية في العام 1995، كما حصل في العام 1997 على وسـام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك، وأيضا حصل على درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم في العام نفسه، وفي العام 1999 حصل سموه على وسام «سكتونا» الذي يعتبر أعلـى وسـام في جمهوريـة الفلبين حيث قلـد سموه الوسـام الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا أثنـاء زيارة سموه للفلبين في شهر أبريل وذلك تقديرا لمساهمته الفعالة في النشاطات الإنسانية ودعمه للمؤسسات الخيرية ولجهود سموه في الارتقاء وتحسين مفهوم الثقافة الإسلامية ومن أجل عدد المرات الكثيرة التي ساعد فيها سموه العمالة الفلبينية في المملكة ولصداقته للفلبين، وقد كان ذلك غيضا من فيض سيرة هذا الأمير الحكيم.
فمرحبا بك سلطان الخير ومرحبا بك سلمان الرياض حللتما أهلا ووطئتما سهلا بين أهلكما وإخوانكما في الكويت.