سعد الحرمل
لا يهمني التشكيل الحكومي بقدر ما يهمني وجود النية الصادقة والعزم على المضي قدما في الاصلاح، وليقيني التام بأن مجلس الأمة والحكومة لن يتفقا في يوم من الأيام على تشكيلة معينة، وذلك لتضارب المصالح وتعارضها بين القوى السياسية بعد أن نسي البعض الهدف الأساسي وهو مصلحة البلاد، فكل فئة تسعى لتوزير المقربين منها أو على الأقل المساومة لجعلهم في مواقع اتخاذ القرار كوكيل وزارة أو وكيل وزارة مساعد لتمرير مصالحهم الخاصة والمناقصات والعقود، بغض النظر عن أي اعتبارات أو ضوابط أخرى.
الغريب في الأمر انك حين تتأمل جميع الحكومات المتعاقبة تجد فيها كثيرا من الأسماء المتكررة، أي ان الحكومة تدور في فلك معين، ومعنى ذلك انه يكفي المرء أن يدخل الوزارة مرة واحدة في حياته على الأقل ليدرج ضمن قائمة الأسماء المرشحة للوزارة ويكون على دكة الاحتياط وعلى أهبة الاستعداد للنزول لملعب الحكومة، وكأن البلد لا تنجب كفاءات أو تكاد تخلو منها.
على المستوى الشخصي لا يعنيني شكل التشكيل بأي حال من الأحوال كون عمر الوزير قصيرا جدا في الوزارة في بلدنا، ولكن ما يعنيني فعلا هو أمر متخذي القرار كالمدراء والوكلاء الذين يزرعهم كل وزير نتيجة لمعايير هلامية وغير واضحة وضغوط من عدة جهات ومن ثم يغادر ليتركهم يعيثون في الوزارة، وأكثر وزارة نسلط عليها الضوء من هذه الوزارات هي تلك التي تمس المواطن بشكل مباشر وتقدم له الخدمات كوزارة الصحة على سبيل المثال أو كل من وزارتي الداخلية والمواصلات وغيرها من تلك الوزارات الخدمية والتي نأمل من كل وزير فيها أن يراعي الله في المواطنين عند اختياره قيادات وزارته واستشراف مستقبل الوزارة وبالتبعية مستقبل البلاد وعدم الالتفات لأصوات المستنفعين المطالبة بتعيين أتباعهم لاستغلال ونهب خير البلاد بحجج وشعارات وطنية بليت بمرور الزمن.