وطني الكويت سلمت للمجد، وطني الذي كان منارة للأحرار والباحثين عن الحرية، وطني الذي كان مضربا للأمثال في الديموقراطية التي جعلته بمصاف دول العالم الثالث في الحريات، وطني الذي كان منارة للعلم ونبراسا له، وطني الذي كان درة للخليج وقدوة لدوله، وطني الذي كان يشار إليه بالبنان لتقدمه عن الركب، بات يشار إليه بالبنان ولكن لتخلفه عن الركب هذه المرة.
خطفوك وشوهوا وجهك الجميل يا وطني وعطلوا دستورك فصرت لا أكاد أعرفك بعد أن صار الشريف يسجن فيك بتهمة حب الوطن بينما اللص الحقير المرتشي حر طليق فصرت تعاقب من يحبك ويخلص لك وتكافئ من يخونك ويسرقك وينهبك، وبات الأمين فيك خائنا، وصرت تأتمن الخائن، وأصبح الكريم عندك مهانا وصرت تكرم اللئيم.
تغيرت يا وطني وتغير وجهك الجميل وخفت نوره بعد أن كان ينير الطريق للبعيد قبل القريب، وأضحى شعبك غريبا فيك، صارت حرمات البيوت منتهكة فيك وكرامات أهلها بعد أن كانت من المقدسات في هذا الوطن، في حين أن الغريب الدخيل صار من أهل الدار وبات مقربا ومحبوبا يتصرف فيها وفقا لأهوائه ومن يدعمه.
تغيرت يا وطني فصار أهل الفساد فيك من علية القوم يجلسون في الصفوف الأمامية ويتحدثون عن الشرف والفضيلة ويتشدقون بهما، ويلتف حولهم بعض الرعاع ممن يقتاتون على الفساد وما يرمى لهم من أيدي أسيادهم القذرة.
تغيرت يا وطني وصرت تشتت أبناءك وتدق إسفين الفرقة في جدار وحدتهم الوطنية الذي عجز الاحتلال العراقي عن هدمه، فسجنت أبناءك وشككت في انتماءاتهم وولائهم وذممهم، واستمعت لأصوات الفساد وصممت آذانك عن أصوات الحق.
اشتقت إليك يا وطني واشتقت إلى أحضانك الطاهرة من مستشاري السوء، وأسأل الله أن يحفظك ومن عليك من الشرفاء وأن يعيدك إلى سابق عهدك وأمجادك محبا حنونا على أبنائك.
[email protected]
twitter: @al7armal